صفقة أسرى وشيكة بين إسرائيل وحماس؟! مسؤول يوضح
بعد أنباء عن تقدم في محادثات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، صرح مصدر فلسطيني مطلع أن المفاوضات التي استضافتها باريس قطعت شوطاً مهماً، وأن هناك توافقاً على تفاصيل المرحلة الأولى من صفقة تبادل ووقف إطلاق نار مؤقت في غزة.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة أنباء العالم العربي، الاثنين، إلى أن المفاوضات وصلت إلى بحث مسألة اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على غزة والجهة التي ستدير القطاع.
إسرائيلي مدني واحد يومياً مقابل 30 فلسطينياً
كما أضاف أن المرحلة الأولى من الصفقة ستكون إطلاق سراح إسرائيلي مدني واحد يومياً مقابل 30 من المعتقلين الفلسطينيين من ذوي الأحكام المتوسطة والعالية على أن يتزامن ذلك مع تعليق لكل الأعمال العسكرية، مشدداً على أن تفاصيل المرحلة الثانية سيتم التفاوض بشأنها خلال تطبيق المرحلة الأولى.
كذلك أوضح أن المرحلة الأولى من الاتفاق المنتظر تشمل خروج القوات الإسرائيلية من عمق المدن الفلسطينية في قطاع غزة وبقائها في المرحلة الأولى ضمن نقاط معينة يتم الاتفاق عليها.
المرحلة الثالثة.. الأكثر وزناً
غير أنه أكد أن الاتفاق لا يشمل على الأرجح تفصيلاً لعودة سكان شمال غزة إلى منازلهم وإنما تعهد إسرائيلي ببدء عمل الوفد الأممي في غزة وتوفير الحماية له.
أما المرحلة الثالثة، فقال إنها تعتبر الأكثر وزناً وتتعلق بضباط إسرائيليين محتجزين في غزة، بالإضافة لجثث إسرائيليين موجودة في القطاع، لكنها تظل مرحلة مؤجلة لحين الوصول إلى المرحلة الثانية.
وبالعودة إلى مسألة اليوم التالي في غزة وإصرار إسرائيل على عدم وجود حماس في الحكم، أكد المصدر أن نقاشاً فعلياً بدأ بين الوفود في المفاوضات والوسطاء حول هذه القضية. وقال إن “حماس تبدي تجاوباً حذراً مع التفاصيل لكن النقاش حول هذا الملف يسير بشكل متسلسل، وتم الاتفاق على إطار عملي يشمل تفاصيل الإدارة المدنية لغزة خلال تنفيذ المرحلة الأولى من التهدئة”.
طلب أميركي
إلى ذلك، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الاثنين، بأن مجلس الحرب الإسرائيلي وافق، الخميس الماضي، على طلب أميركي لزيارة وفد أممي إلى شمال غزة لمعاينة الأوضاع ومعرفة الاحتياجات هناك.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من زيارة الوفد الأممي هي معرفة الاحتياجات من أجل السماح للسكان بالعودة إلى الشمال بحسب الطلب الأميركي.
وكانت الولايات المتحدة طلبت أكثر من مرة ضرورة أن يحكم الفلسطينيون بأنفسهم غزة بعد انتهاء الحرب، لكنها شددت على ضرورة إحداث إصلاحات في السلطة الفلسطينية لتكون مؤهلة لإدارة القطاع.
وفد أمني إسرائيلي زار القاهرة
تأتي تلك التصريحات فيما نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول مطلع قوله بوقت سابق، الاثنين، إن المخابرات المصرية سلمت الحركة إطار الصفقة المتوافق عليها في اجتماع باريس.
في الوقت نفسه، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وفداً أمنياً إسرائيلياً زار العاصمة المصرية القاهرة، الاثنين، دون ذكر تفاصيل.
“اتفاق على إطار عمل”؟
يشار إلى أن شبكة “إن بي سي” الأميركية كانت أوردت، الاثنين، أن مفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر اتفقوا في الاجتماع الذي عقد في باريس، الأحد، على إطار عمل لإنجاز صفقة جديدة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل.
كما نقلت عن مصدر مطلع قوله، إن الاتفاق يشمل وقفاً تدريجياً لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات لسكان القطاع، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لافتة إلى أن مسودة الصفقة التي تم التوافق عليها ستقدم لحماس، الاثنين.
كذلك أفادت “إن بي سي” بأن الإطار الذي توصل إليه مفاوضو الدول الأربع في اجتماع باريس يشمل إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين والإسرائيليين المتبقين في غزة على مراحل، والبدء بالنساء والأطفال.
“تقدم جيد”
من جهته، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي شارك في محادثات باريس، أنه تم إحراز “تقدم جيد” خلال المحادثات، وأن الأطراف “يأملون في نقل هذا الاقتراح إلى حماس وإقناعها بالمشاركة في العملية بشكل إيجابي وبناء”.
بدوره، عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الأمل بالتوصل لاتفاق يقضي بوقف القتال في غزة مقابل الإفراج عن رهائن.
كما قال بلينكن للصحافيين في واشنطن: “أُنجز عمل مهم جداً وبناء، وهناك بعض الأمل الحقيقي بينما نمضي قدماً”، مضيفاً أنه “يتعين على حماس اتخاذ قراراتها الخاصة. لا يسعني إلا أن أقول لكم إن هناك توافقاً قوياً بين البلدان المعنية على أن هذا المقترح جيد وقوي”.
وعُقدت محادثات في باريس، الأحد، بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” وليام بيرنز ومسؤولين كبار من مصر وقطر وإسرائيل لبحث اتفاق هدنة في غزة.
منذ 7 أكتوبر
يذكر أن حماس شنت في السابع من أكتوبر الفائت هجوماً مباغتاً تسلل خلاله عناصرها إلى قواعد عسكرية إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجموا مستوطنات حدودية في غلاف غزة، ما أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق مصادر إسرائيلية رسمية.
كذلك احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصاً رهائن، ونُقلوا إلى غزة، وأطلق سراح حوالي 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر. وحسب إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزة، ويُعتقد أن 27 منهم لقوا حتفهم.
ورداً على الهجوم، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة أرفقتها بهجوم بري اعتباراً من 27 أكتوبر الفائت، أسفر حتى الآن عن مقتل 26637 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.