جناحي: الوقت غير مناسب لرفع رسوم العمالة.. و“الخاص” مازال يعاني من التحديات العالمية
أكدت رئيسة جمعية سيدات الأعمال البحرينية أحلام جناحي، أن كل بحريني يتمنى فعليا القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل كريمة للشباب والخريجين من كل المستويات التعليمية والمهنية، لكن في واقع الأمر هناك مشكلات حقيقية لابد أن يواجهها الجميع بجرأة وشفافية، عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الوظائف في القطاع الخاص، والبعض يفضل التدريب لسنة أو لستة أشهر؛ حتى يحاول اكتشاف سلوكيات الموظفين وطباعهم، قبل أن يتخذ القرار الذي بات “صعبا” بتوظيفهم.
وقالت جناحي “إذا كان البعض يتحدث عن ضرورة تحفيز الشركات على تدريب وتوظيف البحرينيين، كحل لتوفير مزيد من فرص العمل، وهو أمر جيد ونؤيده، لكن عليهم أيضا، ومن باب أولى، تعليم الخريجين والباحثين عن عمل مبادئ الالتزام بالمسؤولية في العمل، وعدم إفشاء الأسرار، ومنح صاحب العمل حقوقه من حيث الوقت والجدية والنزاهة والعطاء، وعلى حسب القوانين الدولية، ما يحدث حاليا أن جهات عدة باتت تؤمن بحقوق الموظف فقط دون النظر إلى حقوق صاحب العمل”.
وردا على سؤال بشأن رفع الأجور ودعمها، قالت جناحي “الأجور متباينة وليست ثابتة، وتتباين حسب مهارة كل شخص وعطائه والتزامه وقدراته ومؤهله العلمي. ودعم الأجور مهم في هذه المرحلة للحد من العمالة الأجنبية وتشجيع العمالة الوطنية، لكن يجب أن تدرك العمالة البحرينية وتعي جيدا حجم الدعم الذي تقدمه الحكومة – مشكورة – حتى تتاح لها هذه الفرص في القطاع الخاص، وتدرك أيضا قيمة الفرصة التي يوفرها القطاع الخاص للعمل، وتحمله تدريب الشباب، بكل ما يمثله ذلك من مسؤولية تتعلق بالتعامل مع قلة الخبرة والأخطاء المتعلقة ببداية العمل لكل موظف، الجميع يجب أن يدرك ما عليه من مسؤوليات وواجبات خصوصا الموظفين الشباب، وليس قيمة الراتب فقط“.
وأكدت جناحي أنها لا تؤيد في الوقت الراهن رفع رسوم استقدام العمالة الأجنبية؛ لأن هناك العديد من التخصصات والأعمال التي لا تناسب الشباب البحريني، وبالتالي فإن رفع الرسوم ليس حلا من وجهة نظري؛ لأنه يمثل أعباء كبيرة على الشركات، خصوصا الشركات الصغيرة والمتوسطة، في ظل ظروف صعبة ومعاناة العديد منها، سواء بسبب تبعات كورونا أو ارتفاع أعباء المعيشة والغلاء وسعر الشحن، وغيرها من عوامل في الأعوام الأخيرة.
الاستماع لـ “الخاص”
وأكدت جناحي أن جمعية سيدات الأعمال البحرينية تدعم توجهات الحكومة في القضاء على البطالة بين أوساط الشباب البحريني، وتوفير فرص تدريب وعمل كريمة لكل مواطن، ولكن في نفس الوقت لابد من الاستماع إلى الشركات البحرينية خصوصا الصغيرة منها، والسعي نحو تصحيح الأوضاع، بالشكل الذي يحقق مصلحة البلاد والاقتصاد الوطني ويرضي جميع الأطراف.
وأوضحت “نحن في جمعية سيدات الأعمال نشيد بدور تمكين وبدور الحكومة الموقرة في محاولة القضاء على البطالة وجعل البحريني الخيار الأمثل للتوظيف، لكن عبر تواصلي المستمر مع بعض صاحبات ورائدات الأعمال من عضوات الجمعية وخارجها، أرى أن هناك مشكلات بالجملة تواجه شركات القطاع الخاص فيما يتعلق بالتوظيف، وهذه المشكلات لا تقتصر على الموظفين البحرينيين فقط، بل على المقيمين أيضا، ويجب دراسة ومراجعة مجموعة من القوانين والقرارات في وزارة العمل أو هيئة سوق العمل، والجمعية تقترح تنظيم جلسة عمل موسعة يحضرها جميع الأطراف، ويتم الاستماع إلى مشكلات القطاع الخاص”.
ورش توعوية
وأكدت جناحي أن أحد الحلول المقترحة أن يكون هناك ورش عمل تثقيفية توعوية للبحريني المتقدم للعمل، وهذه الورش ليس لها علاقة بمهنته، إنما بأدائه والتزامه وإلمامه بقيم العمل وواجباتها، حيث تغطي: احترام ساعات العمل، الالتزام بإنهاء العمل الموكل له ضمن المدة الزمنية المحددة، احترام مفهوم الإجازات المرضية، السعي إلى إثبات الذات والتعلم، الطموح للارتقاء بمهنته للوصول الى مراكز عليا، احترام وتقدير الدعم الحكومي الذي تقدمه الحكومة لأصحاب العمل، والذي من شأنه أن يساعد صاحب العمل على توظيف مزيد من البحرينيين، وعدم استغلال هذا الدعم لتقليل ساعات العمل أو الإنتاجية”.
وقالت إن تهيئة المقبل على العمل بالأمور السابقة تخلق جيلا واعيا بما له وما عليه، ما يساعد أصحاب الأعمال على اعتماد البحريني كخيار أول دائما عند تفكيرهم في التوظيف.