الكويت تُطلق مؤتمر «التواصل السياحي» بهدف تطوير وتبادل التجارب الإقليمية للسياحة في المنطقة
انطلقت أعمال مؤتمر «التواصل السياحي» الذي تنظمه وزارة الإعلام بمشاركة مسؤولين ومتخصصين من دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول إقليمية.
وقال وكيل وزارة الإعلام الكويتي الدكتور ناصر محيسن في كلمة نيابة عن راعي المؤتمر وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري إن إقامة هذا المؤتمر يأتي إيمانًا بأهمية تفعيل التواصل السياحي بيننا، مبينًا أن أي عملية اتصال تكون نتيجتها الأثر الإيجابي على التنمية السياحية المستدامة عبر خطوات مدروسة؛ لتفعيل الشراكات السياحية وتبادل الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية.
وأشار محيسن إلى أن المؤتمر يناقش التجارب السياحية الخليجية وتمكين السياحة من خلال رؤية الأكاديميين المتخصصين والقطاع الخاص، إضافة إلى الدور الحيوي الذي يقوم به المجتمع المدني في صناعة السياحة بعد أن باتت تشكّل الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي، وتسهم في ازدهار الدول وتقدّمها.
وخلال الجلسة الأولى التي تحمل عنوان «التجارب السياحية الخليجية»، والذي شارك فيها المستشار بهيئة البحرين للسياحة والمعارض الدكتور علي فولاذ إلى جانب الوكيل المساعد للتميز السياحي بوزارة السياحة السعودية المهندس مشاري المشاري، ومدير عام التنمية السياحية بوزارة التراث والسياحة العمانية سعيد العبيداني، قال فولاذ إن السياحة في البحرين تقوم على 6 مقومات وهي «الثقافة والتراث، المهرجانات، المؤتمرات والمعارض، الواجهة البحرية، الترفيه والمطاعم، والخدمات الإضافية، وأضاف: تتمتع مملكة البحرين بموقعٍ متميزٍ، وقد تعاونت الحكومة الموقرة مع القطاع الخاص في استثمارٍ غير مسبوقٍ لجعل مملكة البحرين مقصدًا سياحيًا متميزًا في جميع المجالات، وعلى مختلف المستويات، وتمتلك المملكة شواطئ مذهلة بتصميماتٍ عصريةٍ، ومجموعة كاملة من الرياضات المائية المبهرة، حيث يمكن للزوار الغوص لاستكشاف الشعاب المرجانية، أو ركوب الأمواج، أو خوض تجربة الإبحار الشراعية، بالإضافة لجميع أنواع الرياضات المائية التي يتطلع لها الزوار من جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن البحرين تتمتع ببنية تحتية بمعايير عالمية للاستضافة والترفيه منها على سبيل المثال مطار البحرين الدولي الحديث، وحلبة البحرين الدولي التي تستقطب الملايين من حول العالم، ومركز البحرين الدولي للمعارض والمسرح العالمي الدانة ومسرح البحرين الوطني والمشروع الحديث المدينة الرياضية، وتابع فولاذ: من بين أهم المقومات التي تتمتع بها البحرين هي التعايش والانفتاح، حيث إن البحرين اليوم مركز عالمي للتعايش ونموذج فريد في المنطقة، إذ تحتضن عاصمة مملكة البحرين، المنامة، أكبر عدد من الديانات بين عواصم مجلس التعاون الخليجي، حيث تضم أماكن عبادة إسلامية ومسيحية ويهودية وهندوسية يقع الكثير منها داخل دائرة نصف قطرها أقل من كيلومتر واحد. أما من ناحية الثقافة والتراث، فأكد فولاذ أن لدى البحرين مواقع تتربع على عرش مواقع التراث العالمية المدرجة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، وهي قلعة البحرين، مسار اللؤلؤ ومدافن دلمون.
وفي ختام حديثه أشار إلى أن المملكة حققت إنجازات استراتيجية في مجال السياحة، حيث تقوم العلامة التجارية السياحية الوطنية في البحرين بتعزيز تجارب الزوار في قطاع السياحة والضيافة، وتم استثمار أكثر من 10 مليارات دولار في مشاريع البنية التحتية السياحية، بما في ذلك الفنادق والمتاحف وغيرها، لتوفير تجربة عالية الجودة للزوار.
من جهتها قالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة بسمة الميمان في كلمة مماثلة إن السياحة في الشرق الأوسط تعتبر ركنا من أركان اقتصاداتنا، معربة عن «التفاؤل بمستقبل السياحة في الإقليم، خاصة وأن دول مجلس التعاون الخليجي تشهد انطلاقة لمرحلة جديدة ومنصة للعديد من المبادرات والمشاريع والمقترحات التي تدعم العمل السياحي».
وأضافت الميمان أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال هي الوحيدة في العالم التي تجاوزت مستويات عام 2019 ما قبل جائحة فيروس (كورونا)، مشيرة إلى أن الكويت عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، وهذا ينسجم مع الاهتمام الذي تُوليه البلاد لقطاع السياحة في اتساق تام مع خطة التنمية «كويت جديدة 2035»، التي تؤكد أهمية تحقيق مكانة دولية متميزة للبلاد إقليميًا وعالميًا.
وبيّنت أن معظم المطارات في دول مجلس التعاون الخليجي شهدت زيادات كبيرة بأعداد المسافرين خلال سنة 2023، وتمثل هذه الزيادة دليلاً إضافيًا على أن المنطقة آخذة في التحوّل إلى مراكز للرحلات العالمية.
وذكرت أن الإحصائيات تشير إلى أن مطار دبي الدولي استقطب 86.9 مليون مسافر، ومطار حمد بالدوحة 45.9 مليون مسافر، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة 42.7 مليون مسافر، ومطار الكويت 15.6 مليون مسافر، ومطار مسقط 12.6 مليون مسافر، ومطار البحرين 8.7 مليون مسافر، حيث تعكس هذه الأرقام النمو المستمر بصناعة النقل الجوي بالمنطقة.