منوعات الخليج

الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تكرّم الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة

كرّمت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬لولوة‭ ‬بنت‭ ‬صالح‭ ‬العوضي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬لقاء‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحافلة‭ ‬بالعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬والجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اختصاصها‭ ‬النوعي،‭ ‬وما‭ ‬بذلته‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬وجهود‭ ‬متميزة‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬عملها‭ ‬وعلى‭ ‬اختلاف‭ ‬مواقعها‭ ‬الوظيفية‭. ‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬احتفالية‭ ‬بالمرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬نظمتها‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬العالمي‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السعودية‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬خليجية‭ ‬ملهمة‮»‬‭ ‬بحضور‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬سعد‭ ‬المريخي،‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بدولة‭ ‬قطر،‭ ‬والمهندس‭ ‬وليد‭ ‬بن‭ ‬عبدالكريم‭ ‬الخريجي،‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬السفراء‭.‬

وجاء‭ ‬تكريم‭ ‬العوضي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬من‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬ضمن‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المكرمات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالمرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬وإبراز‭ ‬إبداعاتها‭ ‬وجدارتها‭ ‬في‭ ‬اعتلاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬بدول‭ ‬المجلس،‭ ‬وجهود‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية‭.‬

وعلى‭ ‬هامش‭ ‬الاحتفالية،‭ ‬شاركت‭ ‬العوضي‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬التمكين‭ ‬إلى‭ ‬الإلهام‮»‬‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬والعمل،‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬باعتبار‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬حقوق‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬وتابعت‭: ‬‮«‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬والعملية‭ ‬موازنة‭ ‬ليست‭ ‬سهلة،‭ ‬لكن‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬استطاعت‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬بقدراتها‭ ‬الذاتية‭ ‬وبمساعدة‭ ‬أهلها‭ ‬كالزوج‭ ‬والأب‭ ‬والأم‭ ‬والأخ،‭ ‬ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الدعم‭ ‬المؤسسي‭ ‬للتوفيق‭ ‬بين‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬الحياة‮»‬‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬سأضرب‭ ‬لكم‭ ‬مثالاً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬المؤسسي،‭ ‬فقد‭ ‬تضمن‭ ‬دستورنا‭ ‬المعدّل‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬نصاً‭ ‬بحماية‭ ‬الدولة‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نص‭ ‬مضيء‭ ‬بالتزام‭ ‬الدولة‭ ‬بكفالة‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬واجبات‭ ‬المرأة‭ ‬نحو‭ ‬الأسرة‭ ‬وعملها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬النص‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬نص‭ ‬مماثل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬ونص‭ ‬نادر‭ ‬في‭ ‬الدساتير‭ ‬الأخرى،‭ ‬وترجمت‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭  ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬كآلية‭ ‬وطنية‭ ‬معنية‭ ‬بشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬ويتبع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مباشرةً‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬ترفع‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬وأبرز‭ ‬التحديات‭ ‬والإنجازات‭. ‬ويتمتع‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬بهذه‭ ‬الخاصية‭ ‬دون‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تكمن‭ ‬أهمية‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬كآلية‭ ‬مؤسسية‭ ‬لدعم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬طرحت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬اقتراحاً‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بضرورة‭ ‬تبني‭ ‬برنامج‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬وضع‭ ‬تدابير‭ ‬وآليات‭ ‬تمكن‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬المرأة‭ ‬نفسها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عمل‭ ‬شاق‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬وعمل‭ ‬شاق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭. ‬

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬وإلى‭ ‬مدى‭ ‬تمكنت‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية،‭ ‬أكدت‭ ‬العوضي‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينيات‭ ‬والثمانينيات‭ ‬والتسعينيات‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬بفرصة‭ ‬التواجد‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬الدولية،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لإبراز‭ ‬نجاحات‭ ‬المرأة‭ ‬ومكتسباتها‭ ‬الخليجية،‭ ‬استطاعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬بفضل‭ ‬قدراتهن‭ ‬الذاتية‭ ‬أو‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬يتلقونه‭ ‬من‭ ‬أهاليهن‭ ‬ومحيطهن‭ ‬أن‭ ‬يثبتن‭ ‬وجودهن‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬الساحة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تولي‭ ‬المناصب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الاقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬دولهن،‭ ‬وحالياً‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناصب‭ ‬الدولية،‭ ‬لكنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬الطموح‭ ‬الذي‭ ‬نأمل‭ ‬له‭ ‬كخليجيات‭.‬

وتابعت‭ ‬العوضي‭: ‬‮«‬استطاعت‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المراكز‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وأبرز‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬أنتمي‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬إذ‭ ‬استطاعت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بفضل‭ ‬جهودها‭ ‬ودعم‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬ترأس‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كأول‭ ‬امرأة‭ ‬عربية‭ ‬ومسلمة‭ ‬تتقلد‭ ‬هذا‭ ‬المنصب،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬سيدات‭ ‬أخريات‭ ‬عربيات‭ ‬استطعن‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬المؤسسي‭ ‬من‭ ‬دولهن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬الوكالات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬مازالت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬مؤسسي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬الممنهج‭ ‬لإعداد‭ ‬المرأة‭ ‬كقادة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬فمهما‭ ‬بلغت‭ ‬قوتها‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المناصب‭ ‬الدولية‭ ‬وحدها‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الدعم‮»‬‭.‬

علق على الخبر بحسابك بالفيسبوك
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى