قمة بحرينية أردنية تدعو إلى التعاون العربي والدولي لحل الصراعات في المنطقة: الملك يبحث مع العاهل الأردني الوضع السياسي والأمني في الشرق الأوسط
عقد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم اجتماعًا أمس مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
وهنأ جلالته أخاه جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتوليه سلطاته الدستورية، مشيداً بالإنجازات التنموية الملحوظة والاستقرار الدائم الذي يعيشه الأردن الشقيق في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني، ووحدة ووفاء الشعب الأردني الشجاع الذي التفّ بكل ولاء وإخلاص حول ملكه.
وبحث العاهلان سبل تحقيق المزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، ووجه جلالة الملك المعظم الشكر والتقدير إلى جلالة الملك عبدالله الثاني على حسن الوفادة وكرم الضيافة، مشيدًا بالدور الفاعل للأردن في قيادتها للسلام ومساندة القضايا العربية والإسلامية، في مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقد أشاد جلالة الملك عبدالله بجهود مملكة البحرين في تنظيم القمة العربية المقبلة، وأعرب العاهلان عن ثقتهما بنجاح القمة، وأكدا أهمية انعقاد القمم العربية بشكل منتظم.
وبحث الطرفان الوضع السياسي والأمني في الشرق الأوسط، مؤكدين الحاجة الملحة إلى قيام المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بتنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. وشددا على أهمية حماية المدنيين، وضمان التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية، ومنع المزيد من تصعيد الأزمة، معربين عن الرفض لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأكد الجانبان مجددًا ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للقدس، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن الدينية، كما أدان الطرفان بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي.
ودعا الجانبان إلى تنسيق الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
وأكد جلالة الملك المعظم أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشاد جلالة الملك المعظم بالجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يبذلها الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في دعم القضية الفلسطينية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالإضافة إلى البرامج الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق. كما أشاد جلالته بالجهود التعاونية بين الأردن والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية البحرينية في تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين والسوريين.
وشدد الجانبان على أهمية خفض التوترات في الشرق الأوسط، مع تجنب التصعيد العسكري أيضًا، وشددا على ضرورة التعاون العربي والدولي في إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة، وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب ومنع تمويله.
وأكد العاهلان التزامهما بالتنسيق والتشاور المستمر بما يخدم مصالح بلديهما وشعبيهما الشقيقين، وتعزيز التضامن الأخوي ودعم العمل العربي المشترك في مواجهة التدخلات الأجنبية والتهديدات الأمنية. كما أكدا أهمية الشراكات العربية والدولية الفعالة في تعزيز الأمن والسلام والتعايش والتعاون الإقليمي لدعم أهداف التنمية المستدامة وضمان الرخاء للجميع.
هذا وقد غادر حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم المملكة الأردنية الهاشمية حيث كان في مقدمة مودعي جلالته أخوه جلالة العاهل الأردني، وعدد من كبار المودعين.
وقد بعث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، برقية شكر إلى أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة
هذا نصها:
صاحب الجلالة الأخ العزيز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظكم الله
ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسرنا ونحن نغادر أرض المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أن نعرب لكم عن بالغ الشكر والتقدير لما قوبلنا به من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، تعبيرا لوشائج الأخوة والمحبة التي تجمع بيننا، وروابط العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نعرب عن بالغ الاعتزاز بالنتائج الطيبة للمباحثات الأخوية التي دارت بيننا لتعزيز علاقات التعاون المشترك بين بلدينا الشقيقين، والمناقشات المتميزة التي أجريناها بشأن تطلعاتنا للقمة العربية الثالثة والثلاثين التي سنستضيفها في مملكة البحرين، ومستجدات الأوضاع الاقليمية الراهنة، ودعم الجهود العربية والدولية التي تبذل لتعزيز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وتجنب التصعيد، ودعم جهود الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة.
كما لا يفوتنا أن نثمن المساعي المخلصة التي تبذلونها جلالتكم لقيادة جهود احلال السلام في المنطقة، وجهودكم المتواصلة لتسهيل ايصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان المدنيين في قطاع غزة، وموقفكم الثابت في الدفاع عن مصالح الأمة العربية وحماية مقدساتها الإسلامية، وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
وختاماً نسأل الله عز وجل أن ينعم على جلالتكم بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد، ويمدكم بعونه وتوفيقه، وأن يديم سبحانه على المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة نعمة الأمن والاستقرار والنماء، ويوفقنا جميعا لكل ما فيه الخير والنفع لشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.