30 شهيدا في قصف إسرائيلي على أنحاء قطاع غزة
واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة أمس، فيما طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن غارات ليلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلّفت أكثر من 30 شهيدا، وفقاً لمصادر طبية وشهود.
واستشهد ما لا يقل عن 21 شخصاً في غارات على وسط غزة نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وفق ما أعلن المستشفى. كما نفذت طائرات إسرائيلية غارات جوية مكثّفة على حي السلام قرب معبر رفح المغلق منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه. واستهدف قصف مدفعي حي الزيتون في مدينة غزة (شمال). ونُفّذت غارات على جباليا وعلى طول طريق صلاح الدين، وفق شهود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنّ «ما يناهز 300 ألف شخص نزحوا إلى الآن إلى المنطقة الإنسانية في المواصي» إلى الشمال الغربي من رفح.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت الجمعة أنّ عدد النازحين من رفح تخطى 100 ألف شخص، موضحة أنّ حوالي 30 ألف شخص يفرّون «يومياً» من المدينة إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.
وكان الجيش قد دعا إلى إخلاء أحياء أخرى من شرق رفح قبل دخولها قبل أيام.
وحذّرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن منطقة المواصي تعاني أصلا من الاكتظاظ وغير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين، وليست فيها بنى تحتية وليس سهلا الحصول فيها على مياه الشرب.
من جهة أخرى، طلب الجيش في بيان أمس من «جميع السكان والنازحين الموجودين» في بعض مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا، التوجه إلى غرب مدينة غزة.
في رفح، حيث يوجد بحسب الأمم المتحدة حوالي 1,4 مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي، تصاعد الدخان في سماء المدينة، بحسب صور لوكالة فرانس برس.
وفي تحد للتحذيرات الدولية من شن هجوم كبير في رفح، ينفذ جيش الاحتلال عمليات توغل في شرق المدينة منذ الثلاثاء، بعد أن أمر السكان بإخلاء المنطقة.
ويتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته لضغوط للتوصل إلى اتفاق مع حماس، لكن الطرفين المتحاربين فشلا حتى الآن على الرغم من الجولات المتكررة من المفاوضات غير المباشرة.
وكانت حماس قد أعلنت الجمعة أن رفض إسرائيل المقترح الأخير لاتفاق الهدنة وتبادل الرهائن والمعتقلين «أعاد الأمور إلى المربع الأول»، مشيرة إلى أن ذلك دفعها إلى «إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية».
ورغم إعلان إسرائيل الجمعة أنها أعادت فتح معبر كرم أبو سالم القريب من رفح والذي مرّت عبره مئتا ألف لتر من الوقود، وفق ما ذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية «كوغات»، فإن إيصال المساعدات لا يزال «صعباً جداً»، وفق ما قال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو لوكالة فرانس برس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن أربعة صواريخ أطلقت من رفح في اتجاه معبر كرم أبو سالم. وأضاف أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت أحد الصواريخ فيما سقطت الصواريخ الأخرى في مناطق غير مأهولة دون وقوع إصابات.
كما يبقى معبر رفح، الشريان الأساسي لعبور المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، مغلقا منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه، ما يعزّز المخاوف من مجاعة ومن اتساع الأزمة الإنسانية.
وكرّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة تحذيره من أنّ هجوماً برياً إسرائيلياً على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية لا يمكن تصوّرها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة».
وقال منسّق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة سيلفان غرولكس «عندما يكون أكثر من ثلثي المستشفيات أو المنشآت الطبية في غزة مدمّرا بشكل كامل أو جزئي، سيكون من الصعب إنقاذها. وسيصبح تزويد السكان بالخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها، أكثر صعوبة».
كما وجّه مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح صهيب الهمص نداء لحماية المستشفى في ظل وضع يصبح «كارثياً أكثر فأكثر». وقال في مقطع فيديو تمّ توزيعه على الصحفيين أمس «الآن مستشفى الكويت التخصصي أصبح ضمن المنطقة المهددة بالإخلاء للأسف».
وأضاف «نحن اليوم من وسط القصف والدمار نطالب من مستشفى الكويت التخصصي بتوفير حماية دولية من الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية. هذا المستشفى هو المستشفى الوحيد، هو الملاذ الوحيد للمرضى والمصابين للجوء إليه، لا يوجد مكان آخر للجوء».