الاحتلال يعتزم توسيع اجتياحه البري لرفح.. ومجاعة محدقة بأهل غزة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرب قطاع غزة بغارات جوية وقصف مدفعي أمس مع احتدام المعارك في شمال القطاع المحاصر ومدينة رفح في أقصى الجنوب حيث تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي بتوسيع العمليات البرية.
وبعد أسبوعين تقريبا منذ بدء العملية الإسرائيلية في رفح، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 810 آلاف فلسطيني من المدينة.
وقال سرحان أبو السعيد (46 عاما): «السؤال الذي يراودنا إلى أين سنذهب؟».
وأضاف «الموت يطارد من كل مكان».
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن القوات البحرية الإسرائيلية قصفت رفح، فيما أفاد مسعفون أن غارة جوية أصابت مبنى سكنيا في الأجزاء الغربية من المدينة.
بينما أعلن الجيش إن القوات الإسرائيلية «تنفذ غارات مستهدفة على البنية التحتية» للمسلحين في شرق رفح حيث عثرت على «عشرات من فتحات الأنفاق».
كما انخرطت القوات الإسرائيلية أيضًا في قتال عنيف في شمال ووسط غزة، حيث يقول الجيش إن حماس أعادت تجميع صفوفها بعد أن أعلن سابقا تفكيك بنيتها العسكرية هناك قبل أشهر.
وذكر مراسل فرانس برس ومسعفون فلسطينيون أن طائرات حربية إسرائيلية شنت ليلا غارات على وسط مدينة غزة وأحياء الزيتون وصبرة فيها.
وأفاد شهود عيان أيضا أن طائرات هليكوبتر تحلق فوق مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وهي إحدى المناطق التي شهدت تجدد القتال في الأسابيع الأخيرة، وغارات جوية على مخيم البريج ودير البلح في وسط غزة.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أمس أنه أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان أن «واجب» إسرائيل هو توسيع هجومها البري في مدينة رفح «وتفكيك حماس وإعادة الرهائن».
والتقى ساليفان الأحد مع نتنياهو وأكد له أهمية أن العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في غزّة والهادفة إلى «استئصال» حماس، مترافقةً مع «استراتيجيّة سياسيّة» لمستقبل القطاع الفلسطيني، حسبما قال البيت الأبيض في بيان.
وتزامنت الزيارة مع بروز خلافات عميقة بين المكوّنات السياسية الإسرائيلية، إذ هدّد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس السبت بالاستقالة ما لم يصادق نتنياهو خلال ثلاثة أسابيع على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وسارع نتنياهو الذي يرفض حتى الآن النقاش بشأن فترة ما بعد الحرب، للرد على غانتس، معتبرا أنّ مطالبه «معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم الرهائن، وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية».
كذلك، تعارض واشنطن عملية واسعة النطاق في رفح.
ومنذ أكتوبر تنفّذ إسرائيل ردا مدمرا على قطاع غزة تسبب باستشهاد 35456 شخصا، وفق وزارة الصحة بغزة.
وأدى الحصار الإسرائيلي وتقييد دخول المساعدات الإنسانية، إلى نقص حاد في الغذاء وتحذيرات من مجاعة محدقة بالسكان.
على المستوى الإنساني، توقّف تسليم المساعدات بشكل شبه كامل مذ سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح.
في ظل إغلاق المعابر البرية الرئيسية أو عملها بشكل محدود، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تصل غزة عبر ميناء عائم مؤقت أنشأته الولايات المتحدة.
لكن وكالات إنسانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات عبر البحر أو الجو لا يمكن أن تحل محل المساعدات التي تدخل برا.
في هذا الصدد، قال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن جريفيث الأحد، إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة ينذر بعواقب «مروعة»، محذراً من مجاعة في القطاع المحاصر.