وسط تعثر الجهود الدبلوماسية .. قصف إسرائيلي عنيف ومعارك محتدمة بغزة
رفح – الوكالات: قصف الجيش الإسرائيلي أمس مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث يحتدم القتال البري مع فصائل المقاومة الفلسطينية، بعد جولة في الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الساعي إلى تأمين وقف لإطلاق النار.
استهدف قصف مدفعي عنيف وغارات جوية مناطق عدة في القطاع الفلسطيني فجر أمس، من بينها مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وتحدّث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن «ليلة عنيفة للغاية» في رفح بسبب القصف والتوغلات التي نفذها جنود إسرائيليون.
وذكر السكان أن قوات الاحتلال الإسرائيلية توغلت باتجاه منطقة المواصي القريبة من ساحل البحر والتي تصنف على أنها منطقة إنسانية في جميع التوجيهات والخرائط التي نشرها الجيش الإسرائيلي منذ أن بدأ عدوانه على رفح في مايو.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال قصف المواصي أمس.
ودان المجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة غير حكومية، أمس «استخدام المنطقة الإنسانية المعلن عنها من جانب واحد كساحة معركة الأسبوع الماضي».
واستبعدت إسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام قبل القضاء على حماس، ودمرت جزءا كبيرا من قطاع غزة. لكن حماس أثبتت قدرتها على الصمود إذ عاود المسلحون التابعون للحركة الظهور للقتال في مناطق كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في السابق هزيمتهم فيها وانسحب منها.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يخوضون قتالا في الشوارع ضد الجنود الإسرائيليين في غرب رفح حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات أباتشي النار.
وأكد بلينكن الأربعاء في الدوحة أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول الوساطة الأخرى من أجل وقف إطلاق النار. وأضاف «كلما طال أمد ذلك، زاد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وقد حان الوقت لوقف المساومات».
وأعلنت حماس الثلاثاء أنها سلمت قطر ومصر ردها على خطة المراحل الثلاث التي أعلنها جو بايدن في 31 مايو.
وتنص الخطة في مرحلتها الأولى على وقف لإطلاق النار مدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لم يتم الكشف عن مضمون رد حماس، لكن بلينكن قال إن «بعض التغييرات» التي تطالب بها الحركة «ممكنة والبعض الآخر غير ممكن»، مضيفا «أعتقد أن هذه الفجوة يمكن سدها».
كذلك أكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة ستقدم «في الأسابيع المقبلة عناصر أساسية» لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، خصوصا ما يتعلق «بكيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار».
ولم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات رسمية بشأن الخطة التي أعلنها جو بايدن، واكتفى بالتأكيد على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس.
وتطالب حماس من جانبها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وقالت حماس الأربعاء إنه بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة (إسرائيل) على المقترح الأخير، فإننا لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث بهذه الموافقة»، داعية «بلينكن، وإدارة الرئيس بايدن، إلى توجيه الضغط إلى حكومة الاحتلال».
بحسب مصدر مطلع على المحادثات، فإن رد الحركة الفلسطينية يتضمن «تعديلات» على الخطة الأولية، «وأبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة».
وحث منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الحكومة الإسرائيلية على التحرك بسرعة لأن «أي تأخير قد يعرض الرهائن للخطر الشديد».
في جنيف، خلصت لجنة تحقيق أممية الأربعاء إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال العدوان على غزة بما يشمل «الإبادة» فيما شددت على أن اسرائيل ارتكبت جرائم حرب.
وسارعت إسرائيل إلى رفض ما خلص إليه التقرير متهمة اللجنة بممارسة «تمييز منهجي» في حقها.
وتسببت العدوان في كارثة إنسانية في قطاع غزة، حيث تبدي الأمم المتحدة قلقها من خطر المجاعة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة في غزة تلقّوا علاجا من سوء التغذية الحادّ، «من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد»، مشيرة إلى أنّ 28 من هؤلاء الأطفال فارقوا الحياة.