مقتل قيادي من الجماعة الإسلامية بضربة إسرائيلية على شرق لبنان
قتل قيادي عسكري من الجماعة الإسلامية أمس السبت جراء ضربة إسرائيلية على شرق لبنان، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني والجيش الإسرائيلي، في وقت يثير تبادل التهديدات بين حزب الله وإسرائيل خشية توسع نطاق الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وقال المصدر، متحفظاً عن ذكر اسمه، إن «ضربة إسرائيلية على سيارة في بلدة الخيارة في البقاع الغربي، أسفرت عن مقتل أيمن غطمة، وهو قيادي في قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية». وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن «العدو استهدف سيارة عند مفترق بلدة الخيارة» الواقعة على بعد قرابة عشرة كيلومترات من الحدود مع سوريا، مشيرة إلى مقتل سائقها المتحدر من بلدة في المنطقة ذاتها.
وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي شنّ إحدى طائراته «ضربة دقيقة» أسفرت عن القضاء على غطمة، الذي قال إنه كان مسؤولاً عن «توريد الأسلحة لصالح منظمتي حماس والجماعة الإسلامية» وله دور في «تطوير البنية التحتية» للحركات المقاتلة في المنطقة. وأضاف الجيش أن القضاء على غطمة تم «على ضوء تورطه بترويج وتنفيذ نشاطات إرهابية وشيكة ضد إسرائيل».
وتأسست الجماعة الإسلامية في لبنان، المقربة من حركة حماس، في مطلع الستينيات وتنتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين وحسن البنّا الفكرية. ومنذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، تشارك قوات الفجر، الذراع العسكرية للجماعة الإسلامية، بين الحين والآخر في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل.
وتعرضت الجماعة الإسلامية منذ بدء التصعيد لضربات إسرائيلية عدة، أودت إحداها في 26 أبريل باثنين من قيادييها في شرق البلاد. ولم يصدر أي تعليق بعد عن الجماعة الإسلامية التي نعت سبعة من مقاتليها على الأقل منذ بدء التصعيد مع إسرائيل. وجاءت الضربة على وقع ارتفاع وتيرة التهديدات المتبادلة منذ أيام بين حزب الله وإسرائيل التي أعلن جيشها «المصادقة على الخطط العملاتية لهجوم على لبنان»، في وقت حذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم اللاحق من أن أي مكان في إسرائيل لن يكون بمنأى عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.
ونبّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة من أنّ لبنان لا يمكن أن يصبح «غزة أخرى»، مشيراً إلى مخاوف من اتساع الحرب إقليمياً، في ظلّ تصاعد عمليات القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية والتهديدات المتبادلة. ومنذ بدء التصعيد، قتل 480 شخصاً في لبنان، بينهم 93 مدنياً على الأقل و313 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسميّة لبنانيّة. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنيا.