غزة.. الاحتلال يرتكب مجزرة ضد مدنيين تجمعوا لالتقاط بث الإنترنت
قصفت القوات الإسرائيلية مناطق عديدة في أنحاء قطاع غزة أمس، وقال سكان إن قتالا عنيفا وقع خلال الليل بمدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني.
وقال سكان إن القتال اشتد في حي تل السلطان غرب رفح حيث حاولت الدبابات أيضا شق طريقها شمالا وسط اشتباكات عنيفة. وقالت الذراعان المسلحتان لحركة الفلسطينية حماس وحركة الجهاد إن مقاتليهما هاجموا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر.
ومنذ أوائل مايو يتركز القتال في مدينة رفح، الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث نزح نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد الفرار من مناطق أخرى. واضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى منذ ذلك الحين.
وقال مسعفون أمس إن ضربة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بالقرب من مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقال سكان وإعلام تابع لحماس إن الشهداء والجرحى بين عدد من الأشخاص تجمعوا أمام متجر لالتقاط شبكة إنترنت للتواصل مع أقارب في أماكن أخرى من القطاع.
وقال مسعفون إن قذائف الدبابات قصفت شقة سكنية في مخيم النصيرات في وسط غزة، ما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة آخرين.
وكان مسعفون قد قالوا في وقت سابق إن فلسطينيين اثنين استشهدا في هجوم صاروخي إسرائيلي في رفح.
ولم يدل جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعليق.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء إن العدوان الإسرائيلي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 37658 فلسطينيا، منهم 60 في الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، وتدمير معظم مناطق القطاع المكتظ بالسكان.
ويشكو الفلسطينيون في شمال قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء وارتفاع الأسعار. وقال مسؤولو الصحة إن آلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية تسبب في وفاة ما لا يقل عن 30 منهم منذ السابع من أكتوبر.
وقال أبو مصطفي، وهو مواطن يقطن في مدينة غزة مع أسرته، «ما في إلا طحين ومعلبات، وما في شي تاني يتاكل، لا خضراوات ولا لحوم ولا حليب، أنا فقدت حوالي 25 كيلو من وزني».
وقصفت دبابة إسرائيلية منزل عائلته الأسبوع الماضي لتدمر معظم الطابق العلوي مما أجبرهم على البقاء في الطابق السفلي. وأضاف «ما فش أماكن آمنة في غزة على أية حال».
وتابع قائلا لرويترز عبر تطبيق للدردشة «إضافة إلى القصف في حرب تانية إسرائيل بتشنها على شمال غزة وهي حرب المجاعة والتجويع، الناس بتقابل بعضها في الشوارع وما بتعرف بعض من الوزن اللي نقص وملامح الكبر في وجوهم».
وقال تقرير لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن خطر تفشي المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء القطاع وإن كان توصيل بعض الإمدادات قد حد من انتشار متوقع للجوع الشديد في المناطق الشمالية.
ووفقا لتحديث من المبادرة فإن أكثر من 495 ألفا في أنحاء غزة يواجهون مستويات «كارثية» من انعدام الأمن الغذائي توصف بأنها الأخطر على الإطلاق.
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تنجح جهود الوساطة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينهي العدوان بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق سوى على وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس.
ودعت أورلي جيلبوا، التي لا تزال ابنتها دانييلا البالغة 20 عاما رهينة في غزة، زعماء إسرائيليين لقبول الاتفاق، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حماس لفعل الأمر نفسه.
وقالت في مؤتمر صحفي في تل أبيب «الصفقة موجود لتوقيعها وتنفيذها. أطلب من حكومتي دعم مقترحها وأن تكون شجاعة بقدر شجاعة فتياتنا لإنقاذهن وإنقاذنا. الوقت ينفد».