سبعة قتلى في تظاهرات مناهضة لتركيا في شمال سوريا
ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات الدامية المناهضة لتركيا في شمال سوريا إلى سبعة أشخاص، كما أفاد مصدر طبي والمرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء، بعد أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا. وساد هدوء حذر أمس الثلاثاء بعد تظاهرات على طول الشريط الحدودي الخاضع لسيطرة تركيا وفصائل موالية لها، عبَّر خلاله المئات عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة واستهدفت أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لفرانس برس إن «حصيلة القتلى بلغت سبعة، ستة منهم قتلوا في مدينة عفرين وآخر في جرابلس، قضوا في تبادل إطلاق نار مع حرس نقاط تركية» خلال الاحتجاجات يوم الإثنين. ولم يحدّد ما إذا كان القتلى مسلحين أو لا.
وأكّد مصدر طبي في شمال سوريا هذه الحصيلة. وشيّع العشرات أمس الثلاثاء في عفرين أحد القتلى، كما شاهد مصور في فرانس برس.
وأفاد المرصد كذلك عن إغلاق تركيا أربعة معابر حدودية في شمال سوريا بعد هذه الأحداث. وشهدت احتجاجات الإثنين «أعمال عنف وإطلاق رصاص واعتداءات» في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل متحالفة معها في شمال سوريا، وفق المرصد، إضافة إلى «اعتداءات على العربات التركية وقطع طرقات». وشملت التظاهرات مناطق في إدلب المجاورة تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها.
وشاهد مصور في فرانس برس العشرات يتظاهرون الإثنين في مدينة أعزاز في شمال سوريا، ومسلحين يطلقون النار على شاحنات بضائع تركية في مدينة الباب. وسيطرت تركيا في عام 2016 مع فصائل سورية موالية لها على مراحل إثر عمليات عسكرية عدة، على مناطق حدودية في شمال سوريا. أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوجان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال «بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول»، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وأوقفت السلطات التركية 474 شخصاً بعد التظاهرات المناهضة للسوريين في عدة مدن، كما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا عبر موقع «إكس» أمس الثلاثاء. وشهدت تركيا التي تستضيف حوالي 3,2 ملايين لاجئ سوري أعمال عنف مرتبطة برهاب الأجانب عدة مرّات في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.
وما زال مصير اللاجئين السوريين مسألة جدلية في السياسة التركية فيما تعهّد معارضو أردوجان في انتخابات العام الماضي إعادتهم إلى سوريا. وتأتي هذه الأحداث في ما تحدّث أردوجان الجمعة عن إمكانية عقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن الأمر «ليس مستحيلاً».
ودعمت تركيا مجموعات معارضة للنظام السوري مع بداية الحرب في عام 2011، لكنها تسعى الآن إلى إعادة بناء العلاقات مع دمشق، في حين تربط دمشق أي استئناف للعلاقات مع أنقرة بانسحاب القوات التركية من شمال سوريا.