مقتل قيادي في حزب الله بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان
قتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية أمس الأربعاء استهدفت سيارته في جنوب لبنان، كما أفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة فرانس برس، وسط مخاوف من ارتفاع مستوى التصعيد بين الحزب وإسرائيل. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. ويعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي «دعماً» لغزة و«إسناداً لمقاومتها»، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه «بنى تحتية» تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.
وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن القيادي «هو أحد قادة المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان»، مضيفاً انه «قتل بغارة اسرائيلية على سيارته في صور». وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية قد أفادت عن غارة من «مسيَّرة معادية على سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور» التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الحدود. ويعدّ هذا القيادي الثاني البارز الذي يقتل منذ 11 يونيو حين قُتل القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائد واحدٍ من المحاور الثلاثة في جنوب لبنان في غارة استهدفت منزلاً في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع اسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.
وردّ حينها حزب الله بوابل من الصواريخ التي أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل. ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته حينها عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان. وأعلن اعتراضه عدداً منها بينما سقطت غالبيتها في أراض خلاء وأدت الى اشتعال حرائق. وصعّد مسؤولون اسرائيليون في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان. ووسط هذه التهديدات، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من أن أي مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أمس الأربعاء إن القوات الإسرائيلية ستكون مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد جماعة حزب الله اللبنانية مع أن من الأفضل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض. أضاف جالانت في بيان أصدره مكتبه «نحن نضرب حزب الله بشدة كل يوم وسنصل أيضا إلى حالة الاستعداد الكامل للقيام بأي إجراء مطلوب في لبنان أو التوصل إلى اتفاق من مركز قوة. نفضل التوصل الى اتفاق لكن إذا أجبرنا الواقع فسنعرف كيف نقاتل».
وإلى ذلك أعلن «حزب الله» في بيان أن عناصره استهدفوا بعد ظهر أمس الأربعاء التجهيزات التجسسية في موقع «المالكية» الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بعد ظهر أمس بلدة «الجبين» بعدد من القذائف المدفعية، مما أدى إلى تضرر الشبكة الكهربائية في المنطقة التي تساقطت فيها القذائف، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية. ونعت المقاومة الإسلامية في لبنان بعد ظهر امس الأربعاء أحد قادتها هو «القائد محمد نعمة ناصر» من بلدة «حداثا» في جنوب لبنان. وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 494 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله وقرابة 95 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.