عائلات نازحة تبحث عن مأوى وسط مجازر إسرائيلية جديدة بغزة
بحث كثيرون من الفلسطينيين عن مأوى أمس بعد فرارهم من منازلهم في جنوب قطاع غزة وشكوا من نقص المياه مع استمرار إسرائيل في عدوانها على القطاع المكتظ بالسكان.
وتكتظ دير البلح بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين اضطروا للفرار من منازلهم في مناطق أخرى من غزة، ويشكو السكان من النقص الحاد في مياه الشرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير.
وقال شعبان (47 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال «مش موجود ميه صحية للشرب ومشان هيك بنضطر نشتري ميه مالحة أو مش نظيفة كتير وبسعر عالي».
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للمراسلة «كتير من النازحين بيعانوا من أوجاع في البطن ومن أمراض مثل الوباء الكبدي بسبب المياه غير الصحية والأكل اللي غير مناسب والتلوث مع وجود مناطق مجاري ومستنقعات قرب مكان وجودهم».
وقال سكان في خان يونس إن العديد من العائلات لم تتمكن من العثور على خيام بسبب نقصها ونامت على جانب الطريق بعد أن أدت أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال إلى نزوح الآلاف ممن يعيشون شرقي المدينة.
وأُخلي مستشفى غزة الأوروبي، وهو آخر مستشفى يعمل في المنطقة، وكان يؤوي عائلات نازحة ومرضى.
وقال علي أبو أسمهان الذي أصيب بنيران إسرائيلية وكسور في الساقين والحوض «إجانا اتصال أخلي الأوروبي… وجينا على ناصر لقينا المكان في ناصر… مليان».
وأضاف لرويترز: «أنا قاعد هنا بنام في الشارع… بستنى يفضولي مكان ويقعدوني جوه (المستشفى)».
وذكر مسؤول دفاعي إسرائيلي الثلاثاء أن الموظفين والمرضى أُبلغوا بإمكانية البقاء في مستشفى غزة الأوروبي رغم صدور أمر بإخلاء المنطقة التي يقع فيها.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن خروج مستشفى غزة الأوروبي من الخدمة سيكون «له عواقب كبيرة» في وقت توجد فيه حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية.
وكتب على موقع التواصل الاجتماعي إكس إن مجمع ناصر الطبي يعمل حاليا بكامل طاقته و«يعاني من نقص في الإمدادات الطبية والأدوية اللازمة للجراحة».
وعلى الرغم من ذكر مسؤولين إسرائيليين أن القوات على وشك إنهاء القتال الضاري مع فصائل المقاومة في غزة، وستتحول قريبا إلى عمليات أكثر دقة في التركيز على الأهداف في إطار العدوان المستمر منذ قرابة تسعة أشهر، فقد استمر القتال خلال الليل في موقعين بوسط رفح، حيث استولت الدبابات الإسرائيلية على عدة أحياء وتوغلت في غرب وشمال المدينة في الأيام القليلة الماضية، مع تزايد المخاوف بشأن محنة مئات الآلاف من النازحين.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية شنت ضربات عسكرية جديدة في رفح وسط قتال عنيف مع مسلحين فلسطينيين خلال الليل. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 12 شخصا على الأقل استشهدوا في ضربات جديدة بوسط وشمال غزة.
وقالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين في منطقة غربي رفح وأطلقت قذائف مورتر باتجاه القوات التي هاجمت حي الشجاعية في ضواحي مدينة غزة بوسط القطاع.
وذكرت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد، أنها استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية في رفح وأطلقت النار على مواقع للجيش شرقي الشجاعية.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن غارتين جويتين إسرائيليتين على مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة أسفرتا عن استشهاد خمسة فلسطينيين. وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة في وسط القطاع، قال مسعفون إن غارة جوية أسفرت عن استشهاد أربعة وإصابة 17 آخرين.
وأضاف مسؤولو الصحة أن غارة جوية أخرى أصابت سيارة في مدينة دير البلح جنوب القطاع، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس بجنوب القطاع أدت إلى استشهاد حسن حمدان استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي مع جميع أفراد أسرته.