الاحتلال يأمر جميع سكان مدينة غزة بإخلائها.. ومفوض الأونروا: مدارس القطاع تتحول إلى مكان للموت والبؤس
أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس جميع سكان مدينة غزة بإخلائها بينما يتواصل العدوان الواسع الذي يشنه منذ أيام في شمال القطاع المحاصر ودفع عشرات آلاف الأشخاص الى النزوح مرة بعد مرة.
وتتواصل المعارك العنيفة في عدد من المناطق بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، غداة قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في وسط القطاع تسبب، وفق سلطات حماس، باستشهاد 29 شخصا. وهي الضربة الرابعة لمدرسة خلال الأيام الأخيرة. وتزعم إسرائيل أنها كانت تستهدف مقاتلين يحتمون بالمدنيين.
في الدوحة، تستأنف المفاوضات في حضور مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة التي تقوم بدور الوسيط الى جانب قطر ومصر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يضمن إطلاق الرهائن المحتجزين في غزة منذ اندلاع الحرب قبل تسعة أشهر.
وألقى جيش الاحتلال أمس آلاف المناشير على مدينة غزة موجّهة إلى «كل الموجودين في مدينة غزة» تحدّد «طرقا آمنة» رسمت عليها أسهم تشير إلى ممرات الخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر الجيش من أن «مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطرة».
وقالت أم نمر الجمال التي نزحت من أحد أحياء غزة مع عائلتها: «هذه المرة الـ12 التي ننزح فيها. كم مرة سننزح بعد؟ ألف مرة؟ إلى أين سنصل في النهاية؟ إلى أين نذهب؟ لم يعد لدينا طاقة للصبر».
ونفذت القوات الإسرائيلية أمس هجمات مميتة في أنحاء متفرقة من مدينة غزة وفقا لمصادر طبية والجيش الذي زعم أنه استهدف نشطاء في حماس كانوا داخل مبنى تابع للأمم المتحدة.
وفجر أمس، استشهد أربعة أشخاص فيما أصيب آخر بجروح خطرة في قصف على منزل في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة وفق ما أكد مصدر طبي لوكالة فرانس برس.
وفي بني سهيلا قرب خان يونس، استشهد شخصان وأصيب ستة آخرون في غارة على منزل وفق ما أفاد مصدر طبي.
وفي جنوب قطاع غزة، توغلت دبابات إسرائيلية في وسط مدينة رفح، وفق ما قال شهود عيان أفادوا أيضا بإطلاق نار كثيف في المدينة.
وأكّد الهلال الأحمر الفلسطيني أن سيارات الإسعاف التابعة له لم تتمكن من الوصول إلى الضحايا في غزة بسبب كثافة القصف.
في 27 يونيو، أطلق الجيش عملية برية في الشجاعية قبل أن يوسعها لتشمل أحياء أخرى غادرها آلاف السكان بعد دعوات أولى من الجيش إلى إخلاء بعض المناطق.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: «لا مكان آمن» في قطاع غزة الذي نزح أكثر من 80% من سكانه الذين يعيشون في ظروف «كارثية» وفق الأمم المتحدة.
ومساء الثلاثاء، استشهد 29 شخصا في مدرسة جنوبي غزة، في رابع غارة جوية تطول مؤسسة تعليمية في القطاع الفلسطيني في غضون أربعة أيام.
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلي فجر أمس أنه استهدف قرب المدرسة مقاتلا من الجناح المسلّح لحماس.
ونقل المصابون إلى مجمع ناصر الطبي، بينهم أطفال وشباب ومسنون، سيرا على الأقدام أو في شاحنات صغيرة أو سيارات إسعاف، وفق صور لوكالة فرانس برس.
وصرّح لازاريني على منصة إكس: «تحولت المدارس من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال إلى ملاجئ مكتظة تستحيل في كثير من الأحيان مكانا للموت والبؤس… غزة ليست مكانا للأطفال».
من جهتها، اعتبرت ألمانيا أمس أن الضربة الإسرائيلية على مدرسة في جنوب قطاع غزة كانت تستخدم ملجأً أمر «غير مقبول»، داعية إلى إجراء تحقيق في الحادث.
بدورها اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أنه «من غير المقبول أن تُستهدف مدارس، وخصوصا تلك التي تؤوي مدنيين نازحين بسبب القتال» بضربات إسرائيلية في قطاع غزة.
وقالت: «الضربة التي نفّذت أمس (الثلاثاء) على مدرسة العودة والتي خلفت العديد من القتلى، هي الثالثة التي تستهدف مدرسة للنازحين منذ السبت الماضي. ندعو إلى أن يتم التحقيق في كل هذه الضربات».