تصاعد المخاوف من اشتعال الشرق الأوسط وسط تعزيز الوجود العسكري الأمريكي فيه
تزايدت المخاوف أمس من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط، حيث عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وسط توعّد إيران والمجموعات المدعومة منها بالردّ.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة أنه على ضوء «احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها»، أمر وزير الدفاع لويد أوستن «بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة».
وأعلن البنتاجون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي «تحمل صواريخ باليستية دفاعية» و«سربا إضافيا من الطائرات الحربية» لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاجون سابرينا سينغ في بيان إن وزير الدفاع لويد أوستن «أمر بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة».
وسبق أن أفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) لصحيفة «واشنطن بوست» بتمركز مدمرات أمريكية في منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت»، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندي من مشاة البحرية والبحارة.
ووفقا للتقرير الذي نشرته الصحيفة أعادت الولايات المتحدة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة في البحر الأحمر، التي تشن عمليات ضد الحوثيين في اليمن، إلى الخليج والبحر المتوسط، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان أمس أن هنية قتل بواسطة «مقذوف قصير المدى» أطلق على مقر إقامته. وذكر في البيان الذي نشرته وكالة «إرنا» الرسمية أنه «بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية الإرهابية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه حوالي 7 كلج أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين»، متسببا في «انفجار قوي».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قد ذكرت أن الانفجار نتج عن عبوة زُرعت في غرفة هنية قبل أشهر، الأمر الذي نفاه بشدة الإعلام الإيراني. وتوعّدت إيران وحزب الله بـ«الثأر».
وتوقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أمس أن يردّ حزب الله بضربات «في عمق» إسرائيل و«لا يكتفي بأهداف عسكرية». ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن البعثة قولها إن «حزب الله والكيان كانا يلزمان خطوطا تجاوزها الهجوم» يوم الثلاثاء.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية كان هنية «في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استُشهد بمقذوف جوي» بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني. غير أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الضربة الوحيدة التي نفذها في تلك الليلة في الشرق الأوسط كانت الضربة التي أودت بفؤاد شكر وحارسه الشخصي وخمسة مدنيين.
وتوعّد المرشد الإيراني علي خامنئي بإنزال «أشدّ العقاب» بإسرائيل بعد اغتيال هنية، فيما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن «الردّ آت حتماً» بعد اغتيال شكر.
وكتبت صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة المتشدّدة أمس أن تل أبيب وحيفا «بين الأهداف»، متوقعة «خسائر بشرية أليمة».
وبحسب مصدر في حزب الله فإن إيران وحلفاءها يبحثون احتمالين للردّ على إسرائيل، ما بين «الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق».
وفي هذا الوقت أعلنت السويد أمس إغلاق سفارتها في بيروت بعدما نصحت الآلاف من رعاياها بمغادرة البلد.
وفي مؤشر إلى تزايد المخاوف تنتشر شائعات في لبنان عن إلغاء رحلات إلى بيروت، وهو ما نفاه الطيران المدني. لكن شركتي «إير فرانس» و«ترانسافيا فرانس» مددتا تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 أغسطس على الأقل «بسبب الوضع الأمني».
ودعت فرنسا رعاياها الذين يزورون إيران إلى المغادرة «في أسرع وقت».