كيف يمكننا التخفيف من تأثير المناخ في بيئة العمل
أصبح تأثير المناخ على بيئة العمل داخل كل شركة أمراً هاماً
وجدير بالدراسة حيث أنه يؤثر في حياة البشر داخل كوكبنا
لذا يلعب التخفيف من تأثير المناخ دوراً اساسياً وجوهرياً في حماية
بيئتنا من خلال الانتقال من الممارسات غير المستدامة في التعامل
مع تأثير المناخ إلى الممارسات المستدامة من أجل الحد من التصرفات والسلوكيات
التي تؤثر على تغير المناخ في بيئة العمل وفي البيئة بشكل عام.
لذلك فإن تبني الممارسات المستدامة داخل الشركات والمؤسسات لا يتوقف بالمنفعة عند التخفيف من تأثير المناخ فحسب، بل يقدم أيضا فوائد وربما فرص قيمة ويمكن لإصحاب الشركات والمؤسسات أن يستفيدوا بشكل كبير من خلال التحول الي عمليات صديقة للبيئة من تقليل التكاليف والمصاريف الداخلية بكل شركة وفي الوقت نفسه في الحفاظ على بيئة أكثر استدامة وحيث أن جميع الممارسات والتعاملات والخدمات داخل كل شركة تتطلب منا مصدر من مصادر الطاقة والتي تزيد من تكاليف التشغيل لذلك سوف نوضح اليات وممارسات الحد من استخدام الطاقة
- أن تسعي الشركات في تبني التشغيل بالطاقة المتجددة والتي بالتأكيد تقلل اعتمادنا على الوقود الأحفوري الباهظ الثمن ومصادر الكهرباء التقليدية مما يجعل مصاريف التشغيل تقترب من الصفر.
ولقد قمت بالإشراف على تجربة في أحد المطاعم المصرية داخل مدينة 6 أكتوبر حيث كانت مصاريف الكهرباء الشهرية كبيرة وتؤثر بشكل مباشر على أرباح المطعم فتم تقديم مقترح باستخدام الخلايا الشمسية وبعد دراسة الجدوى قامت إدارة المطعم بتركيب الخلايا الشمسية فتحولت تكاليف ومصاريف الكهرباء الي صفر جنيه، وأصبح للمطعم رصيد مخزون من الكهرباء من نتاج تطبيق نظام الخلايا الشمسية. وتم التنسيق مع شركة الكهرباء التابعة للدولة في استخدامه لاحقا.
- زيادة كفاءة استخدام المياه
يتطلب العمل داخل معظم الشركات والمؤسسات استخدام متزايد للمياه والتخفيف هنا يعتمد على ترشيد استخدام تقنيات مثل الصنابير الموفرة للمياه وكذلك اصلاح الصنابير التالفة التي تقوم بتسريب المياه وأيضا نشر ثقافة ترشيد استخدام المياه بين جميع العاملين بالشركة من خلال دورات تثقيفية او حملات توعية او ملصقات وتنبيهات بأهمية الماء وخطورة الاسراف فيه .
- استخدام الورق وغيرها من المواد التي تولد الغازات الدفينة إثناء الإنتاج والتخلص من النفايات العضوية وإعادة استخدام الورق المستخدم من قبل في اعمال أخرى داخل الشركات وتبني سياسات واليات إعادة التدوير لتعظيم الاستفادة من الأوراق وغيرها بالشركة.
- تبني الشركة سياسة الترشيد
- مثل ضبط أجهزة التكييف داخل المكاتب على درجة 26 واحكام غلق النوافذ والابواب
- استبدال جميع اللمبات الصفراء والقديمة بلمبات موفرة للطاقة داخل الشركة .
- تفعيل الإدارة الالكترونية للحد من استخدام المستندات والمخازن وغرف الأرشيف وذلك بالحد من استخدام وتداول المذكرات والمكاتبات والأوراق وتبني مفهوم No Papr
- وبشكل عام استبدال الأجهزة والمعدات القديمة التي تستخدم الكهرباء والطاقة بكميات كبيرة الي أجهزة ومعدات حديثة موفرة للطاقة وصديقة للبيئة.
وأخيرا يبدو اتخاذ تدابير التخفيف للوهلة الاولي وكأنها مشروع مكلف للشركات والمؤسسات ولما الداعي والأمور تسير بخير، الا أن ما توفره تلك الشركات من مبالغ ومصاريف طائلة والتي لا يمكن توفيرها الا من خلال اتباع سياسات واليات التخفيف كفيلة بأن تدعم نمو الشركات وتوجيه تلك المبالغ الموفرة الي أنشطة اخري داخل الشركة ، هذا بجانب تحويل الاعمال داخل تلك الشركات والمؤسسات الي اعمال مستدامة وصديقة للبيئة .
د حسن نفادي
استشاري التطوير المؤسسي ونظم الجودة |