هل من الممكن توريث النجاح ؟
توريث الإدارة الناجحة د/ حسن نفادي إستشاري التطوير المؤسسي ونظم الجودة
ظهرت في عصرنا الحديث العديد من الشركات الناجحة والتي حقق ت أرباح او إنتشارا محلي و إقليمي ودولي، بل
أصبحت عابرة للقارات ومتعددة الجنسيات ولكن سرعان ما إندثرت تلك الشركات وتلاشت وخرجت من زمام المنافسة
ربما لضعف هياكلها الإداري ة او لعدم ق درتها على مواكبة التطوير و ربما لعدم قراءة متغيرا ت السوق وعدم تلبية متطلبا ت
المستهلك النهائي و ربما لإبتعا د رأس مالها البشري عن إدارة تلك الشركات و ربما لعدم زرع كوادر إدارية متعاقب ة
بنفس الكفاءة والتميز و كل ما سبق له تأثير في ضعف و إبتعا د تلك الشركا ت عن المنافسة.
وسوف أتعر ض هنا إلي عنصر واح د من تلك العناصر والذي اعتبره من وجهه نظري العنصر الأهم في منظوم ة النجاح
ألا وهو تعاق ب الكوادر المتميزة من رأس المال البشري في إدارة الشركات ، وخاصة الشركا ت المتوسطة والصغيرة
التي يعتم د نجاحها بشكل كبير على مؤسس الشركة وصاحبها فالخطورة هنا أن أصحا ب تلك الشركات يترسخ في
وجدانهم أن سر نجاح تلك الشركة هي السياسا ت وآليا ت العمل التي قام هو ببنائها و إستمر عليها عشرا ت السنين فتجده
لا يقبل أي فكر جدي د او أي فكر تطويري ويسعي ان يكون الصف الثاني يسير بنفس منهجية وطريقة تفكيره وربما يطل ب
من مرؤوسيه السير بنفس الطريق رغم اختلاف الزمان و اختلاف ظروف السوق ا و النشاط فهذا الطريق لا يول د ص ف
ثاني متميز بل يول د شخو ص يقومون بأداء الأعمال بشكل تقليدي نمطي يحاكي فكر صاح ب العمل و ربما في الأعما ل
الصغيرة التي لا تسعي الي النمو تجدي تلك الممارسا ت و ذلك النمط من الإدارة .
ولكن اذا أرا د صاح ب العمل او رائ د الأعمال إستمرار نجاحه و تطوير مؤسسته و إنتشارها و إكتسا ب حصة اكبر م ن
السوق ينبغي عليه تكوين توري ث أساسيا ت النجاح و أسرار الاعمال للصف الثاني وأن يترك لهم التجدي د و إبتكار وسائ ل
جديدة لتحقيق الأهداف ويقب ل منهم الأفكار الحديثة ويجربها لإن الانسان عدو ما يجه ل و إعتياده النجاح و تحقيق أربا ح
بطرق معينة يجعل من قابليته للتغير صعبة و ربما تكون مستحيل ة.
د/ حسن نفادي
إستشاري التطوير
المؤسسي ونظم الجودة
و بات تصنيف إستمرار النجاح يحتاج الي معتقدا ت وسياسا ت يزرعها رائ د ا لأعمال او صاح ب الشركة في الصف الثان ي
و إطلاق العنان للصف الثاني في تحدي ث آليا ت و نظم العمل ويتعامل معهم بالأهداف والنتائج لا بالوسائل والإجراءا ت
والمتابعة اللصيقة لهم.
أول ا:-
توريث المعتقدات والسياسات التي ينبغي إكساب المرؤوسين و خاصة الصف الثاني في الشركة او المؤسسة
أخلاقيات المهنة وخاصة التي تكسب شركتنا ميزة تنافسية مثل:
–
العمل بروح الفريق.
–
الإلتزام بسرية المعلوما ت.
–
المهنية والجودة في العمل والمنتجا ت والخدمات.
–
توثيق الاعمال.
–
وضع المستهدفات ال ذكية.
–
تقديم خدمات ومنتجا ت تلبي إحتياجا ت و رغبات العملاء، بل تفوق رغبا ت العملاء، بل أزيد في خلق طلب لمنتجا ت
او خدما ت الشركة.
–
بناء علاقة مع عملاء الشركة مبنية على الإحترام و بناء الثقة بين الشركة وعملائه ا.
–
غرس روح ا لإبداع و ا لإبتكار في الصف الثاني لتكوين كوادر قادرة على التعامل مع المتغيرا ت والتحديا ت.
ثاني اا:-
إطلاق العنان للصف الثاني في تحديث و إبتكار وسائل عمل و آليات و خطط تنفيذية تسعي لتقليل المصروفا ت
وزيادة الإنتاجية واليرادات مثل:
–
الإدارة الإليكترونية الشاملة نظم تشغيل ونظم معلومات، ونظم جودة ونظم توثيق و أرشفة.
–
برامج تنموية و إرشادية و رفع كفاءة فريق العمل من خلال متخصصي ن.
–
وضع أنظمة حوافز للعاملين ومؤشرا ت إداء رئيسية (KPI’s ) لقياس إنتاجية العاملين .
–
خلق وفتح أسواق جديدة لتوسعة نشاط الشركة وفق دراسة لمتغيرا ت السوق ونقاط القوة والضعف في الشركة.
من هنا نستطيع دمج الخبرة و مورو ث النجاح الذي حققته الشركة ويكون ذلك سب ب رئيسي في بناء مكانة و سمعة و
نجاحا ت الشركة و بين تكوين جيل من الصف الثاني قادر على مواجهه التحديا ت و المعوقات و سوق المنافسة الشرس
لتستمر الشركات في النمو و الإزهار و زيادة الحصة السوقية.