إسرائيل تواصل غاراتها على لبنان وترفض مقترحا لوقف إطلاق النار تدعمه أمريكا
واصل الجيش الإسرائيلي أمس عدوانه على لبنان، حيث استهدفت غاراته مناطق الجنوب والبقاع مخلفة عشرات الضحايا، كما أكد اغتيال قيادي كبير في حزب الله اللبناني. في غضون ذلك رفضت إسرائيل مقترحا من الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين دعوا فيه الى وقف القتال، وسط مخاوف لديهم من أن تؤدي الاشتباكات إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلات ضربت بنية تحتية على الحدود اللبنانية السورية لوقف نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وذكر وزير النقل اللبناني على حمية لرويترز أن ضربة إسرائيلية أصابت أمس الطرف السوري من جسر صغير يشكل معبرا إلى لبنان. وأضاف أنه لا يعرف على الفور ما إذا كان المعبر لا يزال صالحا للاستخدام.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية أمس إن 26 على الأقل قتلوا في أنحاء البلاد في ضربات إسرائيلية الليلة قبل الماضية وخلال ساعات النهار أغلبهم سوريون في بلدة يونين في سهل البقاع.
وأعلنت السلطات اللبنانية أمس أنها أحصت مقتل 1540 شخصا منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وبحسب مستند نشرته وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فقد قُتل 1540 شخصا، 60 منهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأُصيب 5410 آخرين بجروح جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي تكثّفت اعتبارا من الإثنين. وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت مقتل 558 شخصا في غارات الإثنين فقط.
وفي تطور أخر أعلنت الوزارة اللبنانية أمس سقوط قتيلين و15 جريحا جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. وقالت الوزارة في بيان: إن «غارة العدو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت إلى استشهاد شخصين وإصابة خمسة عشر شخصا بجروح من بينهم امرأة حالتها حرجة». وفي وقت سابق، أفاد مصدر مقرب من حزب الله أن الغارة استهدفت قائد وحدة المسيّرات في الحزب محمّد سرور من دون أن يتضح مصيره بعد، فيما أكد الجيش الإسرائيلي شنّ «ضربات دقيقة» استهدفت المسؤول عن المسيرات وقتله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو أربعين صاروخا من لبنان خلال دقيقتين بعد ظهر أمس. وقال انه تم رصد نحو 40 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل، مضيفا أنه تم اعتراض عدد منها.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأربعاء إن شن هجوم بري أمر ممكن، في أوضح تصريح علني حتى الآن بشأن احتمال شن توغل بري. وقال لقوات قرب الحدود إن عليها الاستعداد لعبور محتمل.
وأعلنت السلطات اللبنانية أمس أنها أحصت عبور أكثر من 31 ألف شخص إلى سوريا، أكثر من نصفهم لبنانيون، خلال يومين هربا من الغارات الإسرائيلية. وقالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية في بيان «خلال اليومين الأخيرين، سجّل الأمن العام عبور 15600 مواطن سوري و16130 مواطنا لبنانيا إلى الأراضي السورية».
في غضون ذلك رفضت إسرائيل أمس مقترحا لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي غادر أمس لإلقاء كلمة أمام الأمم المتحدة، إنه لم يقدم رده بعد على اقتراح الهدنة لكنه أمر الجيش بمواصلة القتال بكامل قوته.
كما رفض الشركاء المتشددون في الحكومة الإسرائيلية الائتلافية أمس اقتراح وقف إطلاق النار في لبنان وقالوا إن على إسرائيل مواصلة ضرب حزب الله حتى يستسلم.
وبددت تعليقات نتنياهو الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية بعد أن عبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريبا.
وردا على سؤال حول رفض إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار في لبنان الذي تدعمه الولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة إم.إس.إن.بي.سي التلفزيونية: «يتحدث العالم بوضوح… بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار».
ومن جانبه حذّر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس من أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمّرة لإسرائيل ولبنان على السواء، داعيا الى حل دبلوماسي يضع حدا للتصعيد بين الطرفين. وقال أوستن في لندن: إن «الحرب الشاملة بين حزب الله وإسرائيل قد تكون مدمّرة للطرفين»، مشيرا الى أن وقف إطلاق النار بينهما «قد يمكن الافادة منه لإنجاز وتطبيق اتفاق لضمان وقف إطلاق النار في غزة».