الذكاء الاصطناعي للجميع انطلاق مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومعرض «بيتكس»
افتتح د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات، أعمال النسخة الحادية عشرة من مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات «ميت آي سي تي»، ومعرض البحرين الدولي للتكنولوجيا «بيتكس» في مركز الخليج للمؤتمرات بفندق الخليج البحرين، والذي يستمر من 3 – 6 من ديسمبر الجاري، تحت شعار «الذكاء الاصطناعي للجميع» بتنظيم من جمعية شركات التكنولوجيا البحرينية (بِتِك) وشركة وورك سمارت لإدارة الفعاليات بحضور عدد من كبار المسؤولين والمعنيين.
وأشاد وزير المواصلات والاتصالات بإنجازات مملكة البحرين وتميزها كمركز إقليمي رائد في مجال التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.
وأعرب وزير المواصلات والاتصالات خلال كلمة ألقاها عن اعتزازه بتنظيم هذا الحدث التقني الدولي بالتزامن مع الاحتفاء باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، وتواصل إنجازات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في تطوير البنية التشريعية والتنظيمية والتحتية الرقمية بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأضاف الوزير أن تركيز المؤتمر على موضوع الذكاء الاصطناعي يأتي استرشادًا بالرؤية الملكية السامية لتعزيز الاستثمارات وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية الحيوية، وتوجهات الحكومة لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي ومتابعة التقدم في تنفيذها، بالتوافق مع استراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي (2022-2026)، والخطة الوطنية السادسة للاتصالات، وبرنامج الحكومة (2023-2026)، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وعبر الوزير عن فخره واعتزازه بمواصلة مملكة البحرين إنجازاتها الرائدة كأنموذج في التحول الرقمي وتقديم خدمات اتصالات آمنة وتنافسية ومستدامة، استنادًا إلى موارد بشرية مؤهلة ومبدعة، وبنية تحتية متطورة بتصنيفها في المرتبة الأولى عالميًّا في معدل انتشار الإنترنت وتغطية شبكات الجيل الخامس بنسبة 100%، والخامسة عالميًّا في مؤشر تنمية تقنية المعلومات والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024.
ونوه بتعزيز مملكة البحرين مكانتها المتقدمة عالميًّا ضمن الدول ذات التنمية العالية في الحكومة الإلكترونية، وتبني واعتماد سياسة الحوسبة السحابية أولاً، وتصنيفها ضمن الفئة الأولى عالميًّا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2024، وكونها من أوائل الدول اعتمادًا لإرشادات الذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي منذ عام 2019.
وثمن المبادرات البحرينية الرائدة من خلال جهود «مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي»، وإطلاق «مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي»، وبرامج صندوق العمل «تمكين» لتنمية قدرات العمالة الوطنية، ومنها تأسيس أكاديمية الذكاء الاصطناعي في كلية بوليتكنك البحرين.
وتزامنًا مع الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية، أشاد الوزير بجهود المجلس الأعلى للمرأة في تنفيذ برنامج «المرأة في التكنولوجيا»، ودعم تقدم المرأة البحرينية والتي توجت مؤخرًا بتوليها منصب نائب رئيس مجموعة عمل متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة التابعة للاتحاد الدولي للاتصالات.
وأكد وزير المواصلات والاتصالات حرص مملكة البحرين على توطيد أواصر التعاون والشراكة الدولية من خلال عضويتها في مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، ورئاستها منظمة التعاون الرقمي، ومبادراتها العالمية الرائدة بتسليم «جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم»، وعقد المؤتمرات والمعارض الدولية المتخصصة.
ودعا المنظمات الدولية إلى التجاوب الفعال مع المبادرات السامية لجلالة الملك المعظم بشأن الدعوة إلى تطوير التعاون العربي والدولي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي، وإقرار اتفاقية دولية لمنع إساءة استغلال المنصات الرقمية في التحريض على الكراهية، ودعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى إقرار معاهدة دولية لتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي، وتوظيف الابتكارات التقنية لتحقيق الأهداف العالمية المشتركة للتنمية والسلام والازدهار.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير عزم مملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك المعظم، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على مواصلة إنجازاتها التنموية وتعزيز مكانتها كوجهة مثالية للابتكار والتكنولوجيا الحديثة، واستقطاب كبريات الشركات العالمية، وتحفيز الاستثمار في رأس المال البشري والمواهب الوطنية المبدعة، والتوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة لخير وصالح الجميع.
من جانبه، أكد المهندس محمد أحمد بن علي، القائم بأعمال مدير الاتصالات بوزارة المواصلات والاتصالات، حرص الوزارة على دعم قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في إطار الدور المحوري الذي يلعبه القطاع في خلق المزيد من فرص العمل، ودعم الناتج المحلي الإجمالي، وتسريع عملية التنمية الاقتصادية.
وأضاف خلال تصريحه للصحفيين على هامش المؤتمر، أن «حكومة مملكة البحرين تشجع الشركات والمشاريع المحلية التي تتبنى أفكاراً وحلولاً تكنولوجية متقدمة، بالإضافة الى ذلك فإن البنية التحتية الرقمية المتطورة في البحرين، واعتماد التقنيات السحابية والكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، هي عوامل أساسية في جذب الشراكات مع رواد عالميين في مجال التكنولوجيا، وتعزيز النظام البيئي في البحرين وجعل المملكة وجهة جاذبة لإقامة مشاريع مبتكرة».
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «وورك سمارت» المنظمة للمؤتمر أحمد الحجيري أن مؤتمر «ميت آي سي تي» يأتي كل عام ليمثل منصة عالمية وحدثاً استثنائيّاً يستضيف خبراء التقنيات المستقبلية والتقنيات المميزة الواعدة من جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه يعتبر منبراً للتقدم ومواكبة التقنيات المتجددة والابتكارات الحديثة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني والتحليلات الضخمة والتعلم الآلي والواقع الافتراضي والواقع المعزز وغيرها من المجالات المتعلقة بالتحول الرقمي.
وأضاف الحجيري أن المؤتمر يقدم فرصة كبيرة لرسم مستقبل تقني مستدام من خلال إتاحة الفرص للمشاركين لتوسيع شبكاتهم الاجتماعية والاحتكاك بنظرائهم والتعرف على أفضل الممارسات والاستراتيجيات في مجال التحول الرقمي، بما يحقق أهداف المؤتمر المتمثلة في تطوير سبل التعاون والاستدامة بين شركات التقنية حول العالم، من خلال جلسات الحوار وطرح المبادرات النوعية وعقد الشراكات الجديدة وبناء منصة عالمية حاضنة لمنظومة موسعة من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووضع الرؤى المشتركة، ورسم مسارات جديدة للتعاون.
ويهدف هذا الحدث إلى استكشاف الإمكانات المتقدمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفها لدعم الابتكار وتحسين الأداء في مختلف القطاعات الاقتصادية، كما يُسلط الضوء على أحدث التطبيقات والابتكارات في هذا المجال الحيوي، مثل الأمن السيبراني، و (Blockchain)، والتجارة الإلكترونية، والتعليم الرقمي وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
ويتزامن انعقاد مؤتمر «ميت آي سي تي» ومعرض «بيتكس» في وقت واحد، ما يجعلهما منصة شاملة تجمع بين شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمتخصصين، والمهنيين، والمهتمين بالتحولات الرقمية، ويُعد هذا الحدث فرصة لتعزيز الابتكار واستكشاف الحلول التقنية التي تسهم في تطور هذا القطاع الحيوي في مملكة البحرين والمنطقة.
ويوفر المؤتمر والمعرض منصة مثالية للتواصل مع قادة الصناعة وصنّاع القرار واستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات