تحوُّل رقمي عالمي.. كيف ترسم السعودية مستقبل الخدمات الرقمية؟
في عالم يشهد تطورًا رقميًّا متسارعًا تقف المملكة العربية السعودية كواحدة من النماذج العالمية البارزة في تقديم حلول مبتكرة، وتطبيقات تقنية متقدمة، على مستوى الحكومات.
التحوُّل الرقمي في السعودية ليس مجرد تحسين للخدمات، بل هو نهج استراتيجي، يعيد تعريف العلاقة بين المواطن والحكومة.
كلمة محافظ هيئة الحكومة الرقمية، المهندس أحمد الصويان، خلال ملتقى الحكومة الرقمية 2024، جاءت لتؤكد أن “مستقبلنا الآن” ليس مجرد شعار، بل هو رؤية تتجلى في الأرقام والإنجازات.
وعندما ننظر إلى تحقيق المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًّا متقدمًا للغاية في مؤشر الإلكترونية (OSI) فإننا لا نرى مجرد تقدُّم تقني، بل انعكاس لدعم قيادي ورؤية استراتيجية، تُرسِّخ أهمية التحول الرقمي كجزء من التنمية الوطنية.
النجاحات التي استعرضها معالي الصويان ليست إنجازات منفصلة، بل هي جزء من منظومة شاملة، تهدف إلى تمكين الإنسان والمجتمع من الاستفادة من قوة التقنية.
تحقيق تقدُّم عالمي
أكد الصويان أن السعودية حققت قفزة نوعية في تقديم الخدمات الرقمية؛ بفضل دعم القيادة الرشيدة، والمتابعة المستمرة لبرامج رؤية 2030.
فالمركز الرابع عالميًّا في مؤشر الإلكترونية (OSI) يمثِّل شهادة دولية على جودة الأداء الحكومي الرقمي في السعودية.
إنجازات القطاعات الحكومية
وتناولت كلمة الصويان مجموعة من الإنجازات اللافتة في مختلف القطاعات، التي تعكس التزام الحكومة بتوظيف التقنية لتحسين حياة المواطنين، وهي كالآتي:
* القطاع الصحي: أول عملية قلب مفتوح باستخدام الروبوت عالميًّا قللت فترة التنويم والتعافي بنسبة 90%.
* قطاع البلديات والإسكان: رفع كفاءة رصد التشوه البصري باستخدام التقنية إلى 95%.
* قطاع العمل والتنمية الاجتماعية: تقليل وقت إصدار محاضر التسوية الودية بنسبة 86%؛ ما ساهم في انخفاض القضايا العمالية بنسبة 42%.
* قطاع السياحة والعلاقات الدولية: تقليل وقت التحقق من الشهادات بنسبة 60%، وإصدار التأشيرة السياحية في غضون 3 دقائق فقط.
* القطاع المالي: وَفْر مالي يتجاوز 3 مليارات ريال باستخدام نظام “فاتورة”؛ ما يُعزِّز الشفافية ومكافحة التستر التجاري.
التحول الرقمي لعام 2024
وكشف الصويان عن أن مؤشر قياس التحول الرقمي ارتفع إلى 87.14%، وهو دليل على الجهود المتواصلة لتحسين الخدمات الرقمية، وتوسيع نطاقها؛ بما يحقق رضا المستفيدين.
مبادرات الحكومة الشاملة
ضمن إطار الحكومة الشاملة تسعى السعودية إلى تقليص عدد المنصات الحكومية من 581 إلى 20 منصة إقطاعية، في خطوة تهدف إلى تحقيق الكفاءة وتوحيد الجهود.
كما شملت المبادرات إطلاق “كود المنصات”، وتوسيع خدمات التطبيق الوطني الشامل.
تجربة المستفيدين
تبنت الحكومة مفهوم “رحلات الحياة”؛ إذ أطلقت 12 رحلة حياة، تُسهِّل الخدمات الحكومية، وتربطها باحتياجات الأفراد.
وإضافة إلى ذلك، تم تفعيل قنوات المشاركة الإلكترونية لإصدار 216 قرارًا، وتقديم 20 خدمة نوعية، تلتزم بمعايير الشمولية الرقمية.
ويمكن القول بثقة إن ما يُميِّز التحول الرقمي في السعودية هو أنه جزءٌ من مشروع وطني شامل، يقوده صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويهدف إلى تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام.
إن الإنجازات التي تحققت ليست مجرد تحسينات تقنية، بل تعكس تحولاً جوهريًّا في طريقة تقديم الخدمات، بما يعزز الشفافية، والكفاءة، والتفاعل مع المواطنين.
وتمضي السعودية بخطى واثقة نحو مستقبل رقمي؛ يضعها في مصاف الدول الرائدة عالميًّا، ليس فقط في تقديم الخدمات، بل في إلهام العالم حول كيفية بناء منظومة حكومية حديثة وشاملة.
“مستقبلنا الآن” هو أكثر من شعار؛ إنه واقع يتحقق يومًا بعد يوم.