وداعًا محمد جابر الأنصاري: أيقونة الفكر البحريني والعربي ترحل تاركة إرثًا خالدًا
بعد مسيرة امتدت لأكثر من سبعة عقود من العطاء الفكري والثقافي، رحل صباح اليوم رائد الحركة الثقافية والفكرية في البحرين، ومستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية، الدكتور محمد جابر الأنصاري. حمل الأنصاري إرثًا فكريًا وثقافيًا فريدًا تجاوز كتبه ليصبح جزءًا من المشهد الثقافي العربي، تاركًا بصمة لا تُمحى في الفكر والنقد.
وُلد الأنصاري عام 1939 في مدينة المحرق، وسط بيئة اجتماعية مشغولة بقضايا الأمة. بدأ مسيرته التعليمية في الكتاتيب، حيث حفظ القرآن الكريم، مما أتاح له التمكن من اللغة العربية، قبل أن ينتقل إلى التعليم النظامي. التحق أولًا بالمدرسة التحضيرية في “بيت الشيخ دعيج”، ثم مدرسة الهداية الخليفية، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا أهله للانتقال إلى مدرسة المنامة الثانوية.
بفضل اجتهاده وتميزه، حصل الأنصاري على بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث أمضى اثني عشر عامًا صقلت مسيرته العلمية. حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب العربي عام 1963، ثم الماجستير في الأدب الأندلسي عام 1966، وأكمل دراسته بنيل شهادة الدكتوراه في الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر عام 1979.
أسهم الأنصاري في إثراء المكتبة البحرينية والعربية بعشرات المؤلفات والمقالات والدراسات التي تناولت قضايا الفكر العربي وصراعاته، ما جعل اسمه مرادفًا للثقافة والفكر في العالم العربي. برحيله، يختتم الأنصاري فصول حياة حافلة بالعطاء، تاركًا إرثًا ثقافيًا وفكريًا للأجيال القادمة.