مقالات الخليج

د. جاسم حاجي: مستقبل الذكاء الاصطناعي بين التحديات التقنية وآفاق الابتكار في 2025

الذكاء الاصطناعي: تطورات متسارعة وآفاق غامضة لعام 2025

في عام 2025، قد يبدأ الزخم القوي الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي في التراجع. فمع أن الاعتماد على توسيع البيانات وتعزيز قدرات الحوسبة كان محركاً رئيسياً للتحسين في الماضي، إلا أن هذا النهج بدأ يُظهر عوائد متناقصة، مما يضع الذكاء الاصطناعي أمام تحديات جديدة على المدى البعيد.

ومع ذلك، لا تزال الأشهر الـ12 المقبلة تحمل وعوداً بالتعويض عن هذا النقص من خلال تطورات نوعية. أحد هذه التطورات يتمثل في النماذج القادرة على تنفيذ خطوات متعددة قبل تقديم الإجابات، مما يسمح لها بتحسين النتائج تدريجياً لتبدو أكثر منطقية. ورغم الجدل حول مدى تشابه هذا النهج مع المنطق البشري، إلا أن أنظمة مثل O3 من OpenAI تُعد من أكثر الابتكارات المثيرة للاهتمام منذ ظهور روبوتات الدردشة الذكية.

على الجانب الآخر، استعادت شركة جوجل ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي بعد جهود مكثفة لمواكبة OpenAI. وقدمت الشركة نماذج قادرة على تقديم تجارب مشابهة للمساعد الافتراضي، مثل تتبع الأنشطة داخل المتصفح واقتراح حلول ذكية لإكمال المهام. ورغم أن هذه النماذج لا تزال بحاجة إلى التحول إلى منتجات عملية، إلا أنها تعكس استمرار زخم الابتكار في هذا المجال.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياة الأفراد

بالنسبة للجمهور، يُترجم صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى أدوات عملية، مثل استكمال الكتابات أو تعديل الصور بطرق مبتكرة. ومع ذلك، لا تزال هذه الابتكارات بعيدة عن تحقيق التحولات الجذرية في حياة المستخدمين.

من المتوقع أن يشهد العام المقبل ظهور تطبيقات جديدة قادرة على استخلاص المعلومات الرقمية للمستخدمين والتعلم من أنماطهم السلوكية لتصبح بمثابة “بنوك ذاكرة افتراضية”. إلا أن القلق من الموثوقية قد يدفع شركات التكنولوجيا إلى التريث في طرح هذه التطبيقات للاستخدام الجماعي، وهو ما ينعكس على حذر المستخدمين أنفسهم.

السباق التكنولوجي وتصميم الرقائق

شهدت صناعة الرقائق الإلكترونية نمواً هائلاً، حيث أصبحت شركات مثل إنفيديا هدفاً رئيسياً للتوسع. وتستمر إنفيديا في التفوق على منافسيها بفضل دورات منتجاتها المتسارعة، مثل “بلاكويل”، التي يُتوقع أن تضمن استمرار تفوقها خلال العام المقبل.

وفي الوقت نفسه، تستعد ثلاث من أكبر شركات التكنولوجيا لاستخدام تصميمات رقائق داخلية لإنشاء مجموعات حوسبة فائقة تضم مليون شريحة بحلول عام 2027، متفوقةً بشكل كبير على نظام “Colossus” الذي طوره إيلون ماسك.

مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

مع احتدام السباق بين شركات التكنولوجيا الكبرى، يظل الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي في صعود مستمر. ولكن يبقى السؤال: هل سيستمر المستثمرون في ضخ أموالهم في هذا المجال؟ الإجابة تعتمد على عوامل متعددة، من بينها سياسات الإعفاءات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية، إلى جانب قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسات النقدية.

في النهاية، يبدو أن عام 2025 سيشهد مزيجاً من التقدم الحذر والابتكار المتسارع، حيث يسعى الذكاء الاصطناعي لترسيخ مكانته وسط تحديات تقنية واقتصادية جديدة.

images 3
Untitled 17
علق على الخبر بحسابك بالفيسبوك
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى