حملة أمازون القمعية على البائعين تؤدي إلى ظهور صناعة قانونية جديدة
يلجأ التجار الذين تم إيقافهم عن بيع البضائع في سوق أمازون إلى صناعة منزلية من المحامين لاستعادة الوصول إلى حساباتهم وأموالهم، وسط تدقيق متزايد لكيفية تعامل تاجر التجزئة مع المستقلين
يشار إلى أنه تم منع ملايين الحسابات على منصة التجارة الإلكترونية الرائدة من المشاركة في المبيعات بسبب الانتهاكات المزعومة لمجموعة واسعة من سياسات شركة أمازون وغيرها من السلوكيات السيئة. حتى عمليات التعليق المؤقتة يمكن أن تشكل ضربة قوية لأصحاب الشركات الصغيرة الذين يعتمدون على المبيعات عبر الإنترنت
أخبرت أربع شركات محاماة أمريكية تركز على التجارة الإلكترونية صحيفة فاينانشيال تايمز أن أغلبية الحالات التي أخذتها كانت شكاوى مقدمة من بائعي شركة أمازون المتضررين، حيث يتعامل كل منها مع مئات أو آلاف الحالات كل عام
وأوضح نحو عشرة بائعين أنهم أصبحوا يشعرون بالقلق بشأن قدرة شركة أمازون على تعليق حساباتهم أو قوائم منتجاتهم، حيث لم يكن من الواضح دائما سبب التعليق ولم تساعد خدمات دعم البائع في أمازون دائما على حل المشكلة
قال أحد البائعين، الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن تعليق الحساب كان “خوفا كبيرا عندي”. في النهاية، هذا ليس عملك الخاص حقا. ذات يوم يمكنك أن تستيقظ وينتهي كل شيء”
جاءت جهود شركة أمازون الأخيرة للقضاء على قضايا مثل مراجعات المنتجات المزيفة في الوقت الذي كثفت فيه الجهات التنظيمية الأمريكية والأوروبية تدقيقهم في الأضرار التي تواجه المتسوقين عبر الإنترنت
لكن النقاد قالوا: إن وجود جيش متنام من المحامين والاستشاريين للتعامل مع تداعيات تصرفات شركة أمازون يشير إلى مشكلة في الطريقة التي تعامل بها شركة البيع بالتجزئة بائعيها
وقالت ماريان رودن، الرئيسة التنفيذية لمجلس تجارة التجار الإلكترونيين: “إذا كنت بائعا وتحتاج إلى مساعدة في البحث عن طريقك في النظام، فهذه نقطة ضعف حقيقية في السوق. وإذا كنت تدير شركة يشعر فيها الأشخاص الذين تجني منهم الإيرادات أنهم يعاملون بطريقة تعسفية دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، فهذه مشكلة”
وقال أحد البائعين، الذي طلب مثل كثيرين ممن تحدثوا إلى صحيفة فاينانشيال تايمز عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام: “حقيقة أن هناك مكاتب محاماة كاملة مخصصة للتعامل مع شركة أمازون تقول كثيرا”
رفضت شركة أمازون التعليق بالتفصيل لكنها قالت: إن شركاءها في البيع “مهمون للغاية” وإن الشركة عملت جاهدة على “حماية أعمالهم ومساعدتهم على تنمية أعمالهم”. عملت الشركة على “القضاء على الأخطاء وإجراءات التنفيذ (الإيجابية الكاذبة)” وكان لديها عملية استئناف للبائعين
يمثل البائعون في سوق أمازون أكثر من 60 في المائة من المبيعات في متجرها. ففي الأشهر التسعة حتى 30 سبتمبر، سجلت شركة أمازون 96 مليار دولار من العمولات والرسوم التي دفعها البائعون، وهي قفزة بنحو 20 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق
ومع نمو السوق، كان على شركة أمازون بذل مزيد من الجهد لمراقبتها. وخلال النصف الأول من عام 2023 في متجرها في الاتحاد الأوروبي، اتخذت أمازون 274 مليون “إجراء” ردا على انتهاكات محتملة