الأجواء الباردة تفاقم معاناة الغزيين
فاقمت الأجواء شديدة البرودة معاناة السكان في قطاع غزة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إذ بات توفير وسائل التدفئة لآلاف الأسر أمراً بالغ الصعوبة؛ نظراً لعدم توافر الوقود اللازم لإشعال المدافئ من جهة، وارتفاع كلفته من جهة أخرى.
وتسببت الحرب على غزة بنزوح أكثر من 80% من سكان القطاع إلى مناطق الوسط والجنوب، فيما يتركز نحو مليون و300 ألف من السكان في مدينة رفح جنوباً، يبيت معظمهم في الخيام ومراكز الإيواء والأزقة.
خيام لا تقي البرد
النازح من شمال القطاع إلى جنوبه، خليل العف يقول إنه “يبيت في خيمة وسط مدينة رفح مكونة من بعض الأخشاب والنايلون، لا تقيه من برد الشتاء القارس”، مشيراً إلى عدم وجود الأغطية، أو وسائل التدفئة المعتادة.
وأوضح لـ”إرم نيوز”، أن عائلته “تعاني الأمرين من شدة البرد، حيث يلجأ أفراد الأسرة للمبيت قرب بعضهم البعض، للحصول على الدفء، خصوصا مع قلة الأغطية والملابس التي تركت في المنازل قبل النزوح”.
وأضاف: “نبحث عن بدائل للتدفئة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرتنا على استخدام الوسائل الكهربائية، إلا أن الأخشاب والأغطية أصبحت باهظة الثمن، ولا تقدم إلا نادراً من المؤسسات الإغاثية العاملة بغزة”.
وأشار إلى أن جميع أفراد عائلته أصيبوا بنزلات البرد والأمراض المعوية بسبب قلة التدفئة والأغطية، وأنهم لا يجدون أيضاً ثمن العلاج اللازم لهم، خاصة أن المستشفيات والمراكز الصحية تفتقر لأي نوع من الأدوية.
لا وسائل للتدفئة
محمد الخضري، قال لـ”إرم نيوز” إنه “ومنذ النزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، لم نتمكن من الحصول على أي من وسائل التدفئة أو الحياة الكريمة للعائلة المكونة من اثني عشر فرداً”.
وأوضح الخضري أنه تمكن بصعوبة بالغة من الحصول على خيمة من الجهات الإغاثية العاملة بغزة، ونصبها بجوار أحد مراكز الإيواء في رفح، إلا أنه لم يتمكن من حماية عائلته من البرد القارس.
وأضاف: “تمر علينا ليالي الشتاء طويلة للغاية، لا نحتمل بردها القاسي، ولا نمتلك أياً من وسائل التدفئة”، أما الخيارات فهي مكلفة كثيراً إن توافرت: “حاولنا شراء بعض وسائل التدفئة كالحطب، إلا أنها مكلفة ولا نمتلك لها المال الكافي”.
وأشار إلى أن “إشعال النيران بين الخيام خطير للغاية، خاصة حين الرياح، وذلك بسبب مكونات تلك الخيام المصنوعة من النايلون والخشب والقماش”، قائلاً: “يمكن لذلك أن يؤدي لكارثة قد تكون أصعب من كارثة الحرب”.
الأمطار تهدم الخيام
النازح من مخيم البريج إلى جنوب القطاع، عمر لولو، قال إن عائلته اضطرت لإعادة بناء خيمتها التي شيدت في أحد المتنزهات العامة في مدينة رفح لأكثر من أربع مرات؛ إثر تدميرها بسبب الأمطار والرياح القوية.
وأضاف لـ “إرم نيوز” أن “الرياح الشديدة والأمطار هدمت خيمة عائلته أكثر من مرة، خاصة وأنها مبنية من أخشاب ضعيفة للغاية ومكسوة بالنايلون”، مشيراً إلى أن جميع أمتعة العائلة وأغراضها غرقت بمياه الأمطار.
لا خيارات في مواجهة البردإرم نيوز
وأضاف: “نعاني ليالي طويلة، ونبيت تحت المطر.. أصبنا بالأمراض المعدية ونزلات البرد بسبب عدم وجود المكان الملائم، كما أننا لا نجد أي وسيلة للتدفئة فلا كهرباء ولا مكان صالحاً لإشعال النيران، كما أننا لا نمتلك المال لشراء الملابس أو الأغطية”.
وأشار لولو إلى عدم وجود ملابس شتوية في القطاع، وأن جميع ما هو متوافر في الأسواق محلي الصنع وباهظ الثمن ولا يقي من البرد، مشدداً على أن ذلك من العوامل التي زادت معاناة النازحين وسكان القطاع.
وحسب الإحصاءات الرسمية، فإن نحو مليون و900 ألف من سكان غزة نزحوا إلى مناطق في وسط وجنوبي القطاع، فيما يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن نحو 400 ألف منهم أصيبوا بالأمراض بسبب النزوح.